الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٨٩
عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري (وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) كان يحدث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي (قال في حديثه) (فبينا أنا أمشى سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فجئثت منه فرقا فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تبارك وتعالى (يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر) وهي الاثان قال ثم تتابع الوحي يرجف فؤاده أي قلبه وقيل هو وعاء القلب قال النووي وعلم خديجة برجفان فؤاده الظاهر أنها رأته حقيقة ويجوز أنها لم تره وعلمته بقرائن وصورة الحال عن فترة الوحي أي احتباسه وورد عن بن عباس رضي الله عنهما أن مدتها كانت أياما وعن الشعبي كانت سنتين ونصفا جزم به السهيلي جالسا كذا في الأصول بالنصب على الحال فجئثت بضم الجيم ثم همزة مكسورة ثم ثاء مثلثة ساكنة ثم تاء الضمير يقال جئث الرجل فهو مجئوث إذا فزع فدثروني أي لفوني وهي الأوثان هو من قول أبي سلمة كما بين بعد تتابع الوحي في رواية للبخاري تواتر أي جاء يتلو بعضه بعضا
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»