(73) باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 252 - (160) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن أبن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها قالت كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه (وهو التعبد) الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فجئه الحق وهو غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال (ما أنا بقارئ) قال فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قال فقلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني ثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم) فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال (زملوني زملوني) فزملوه حتى ذهب عنه الورع ثم قال لخديجة (أي خديجة! مالي) وأخبرها الخبر قال (لقد خشيت على نفسي) قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى رأت به ورقة بن نوفل بن أسد بن
(١٨٢)