عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ٤١
على يوسف، عليه السلام.
7304 حدثنا آدم، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثنا الزهري عن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال: أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فيقتله أفتقتلونه به؟ سل لي يا عاصم رسول الله فسأله فكره النبي المسائل وعاب، فرجع عاصم فأخبره أن النبي كره المسائل فقال عويمر: والله لآتين النبي فجاء وقد أنزل الله تعالى القرآن خلف عاصم، فقال له: قد أنزل الله فيكم قرآنا، فدعا بهما فتقدما فتلاعنا، ثم قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها. ففارقها ولم يأمره النبي بفراقها، فجرت السنة في المتلاعنين. وقال النبي انظروها فإن جاءت به أحمر قصيرا مثل وحرة فلا أراه إلا قد كذب، وإن جاءت به أسحم أعين ذا أليتين فلا أحسب إلا قد صدق عليها، فجاءت به على الأمر المكروه ا مطابقته للجزء الأول للترجمة لأن عويمرا أفحش في السؤال، فلهذا كره النبي المسائل وعابها.
وآدم هو ابن أبي إياس يروي عن محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب بكسر الذال المعجمة واسمه هشام بن سعيد.
والحديث قد مضى في كتاب اللعان في مواضع ومضى الكلام فيه.
قوله: خلف عاصم أي: بعد رجوعه، وأراد بالقرآن قوله تعالى: * (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهدآء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين) * الآية. قوله: فدعا بهما أي: بعويمر وزوجته. قوله: ولم يأمره لأن نفس اللعان يوجب المفارقة، وفيه خلاف. قوله: فجرت السنة أي: صار الحكم بالفراق بينهما شريعة. قوله: وحرة بفتح الواو والحاء المهملة والراء وهي دويبة فوق العرسة حمراء، وقيل: دويبة حمراء تلزق بالأرض كالوزغة تقع في الطعام فتفسده. قوله: أسحم أي: أسود أعين أي: واسع العين. قوله: ذا أليتين هو على الأصل وإلا فالاستعمال على حذف التاء منه، قيل: كل الناس ذو إليتين أي: عجيزتين. وأجيب: بأن معناه إليتين كبيرتين. قوله: على الأمر المكروه أي: الأسحم الأعين، لأنه متضمن لثبوت زناها عادة.
7305 حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني مالك بن أوس النضري وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكرا من ذلك، فدخلت على مالك فسألته فقال: انطلقت حتى أدخل على عمر أتاه حاجبه يرفأ فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمان والزبير وسعد يستأذنون؟ قال: نعم، فدخلوا فسلموا وجلسوا، فقال: هل لك في علي وعباس؟ فأذن لهما. قال العباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين الظالم، استبا. فقال الرهط، عثمان وأصحابه: يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر، فقال: اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله قال: لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله نفسه قال الرهط: قد قال ذالك، فأقبل عمر على علي وعباس، فقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله قال ذالك؟ قالا: نعم. قال عمر: فإني محدثكم عن
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»