تعالى عنهما، كما يجيء الآن، وكان تنازعهما في تولية اثنين في الإمارة كل منهما كان يريد تولية خلاف ما يريده الآخر فتحاربا على ذلك عند النبي وارتفعت أصواتهما فأنزل الله تعالى: * (ياأيها الذين ءامنوا لا ترفعو 1764; ا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولائك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) * إنما قلنا: تنازعهما في العلم لأن كلا منهما أشار بالتولية لكل واحد من الاثنين واختلفا، وقد ذكرنا أن معنى التنازع في العلم الاختلاف.
وشيخ البخاري محمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي المجاور بمكة، ونافع بن عمر الجمحي يروي عن عبد الله بن أبي مليكة بضم الميم واسمه زهير الأحول المكي القاضي على عهد عبد الله بن الزبير.
والحديث قد مضى في تفسير سورة الحجرات فإنه أخرجه هناك عن يسرة بن صفوان عن نافع بن عمر إلى آخره.
قوله: الخيران تثنية خير بفتح الخاء المعجمة وتشديد الياء آخر الحروف المكسورة، وأراد بهما أبا بكر وعمر، وفسرهما بقوله: أبو بكر وعمر أي: هما أبو بكر وعمر. قوله: لما قدم على النبي وفد بني تميم وفي الرواية المتقدمة: ركب بني تميم. قوله: أشار أحدهما أي: أحد الخيرين وهو عمر، رضي الله تعالى عنه، بتأمير الأقرع بن حابس الحنظلي أخي بني مجاشع، أي: واحد منهم، وبنو مجاشع بضم الميم وبالجيم والشين المعجمة المكسورة ابن دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم وكانت عامتهم بالبصرة. قوله: وأشار الآخر أراد به أبا بكر، رضي الله تعالى عنه. قوله: بغيره أي: بغير الأقرع وهو القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي أحد وفد بني تميم، وكانا يطلبان الإمارة، ولما تنازع أبو بكر وعمر، رضي الله تعالى عنهما، في ذلك وارتفعت أصواتهما عند النبي نزلت: إلى قوله * (ياأيها الذين ءامنوا لا ترفعو 1764; ا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولائك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) * وقيل: نزلت في غير ذلك على ما ذكره في التفسير. قوله: * (ولا تجهروا بالقول) * أي: في المخاطبة، وقيل: لا تدعوه باسمه: يا محمد، كما يدعو بعضكم بعضا. قوله: * (أن تحبط أعمالكم) * أي: خشية أن تحبط أعمالكم، والحال أي: لا تعلمون. قوله: * (إن الذين يغضون أصواتهم) * الغض النقض من كل شيء قوله: للتقوى أي: أخلص من المعصية. قوله:
قال ابن الزبير أي: عبد الله بن الزبير: فكان عمر بعد أي: بعد نزول هذه الآية إذا حدث النبي إلى آخره. قوله: ولم يذكر عن أبيه يعني أبا بكر معترض بين قوله: بعد وبين قوله: إذا حدث وفسر قوله: عن أبيه بقوله: يعني أبا بكر ولم يكن أبو بكر أبا لعبد الله بن الزبير حقيقة وإنما كان جده للأم وأطلق عليه الأب وفهم منه أن الجد للأم يسمى أبا كما في قوله تعالى: * (ولا تنكحوا ما نكح ءاباؤكم من النسآء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وسآء سبيلا) * والجد للأم داخل في ذلك. قوله: كأخي السرار قال أبو العباس النحوي لفظ: أخي، صلة أي: صاحب المشاورة، والسرار بكسر السين، وقال ابن الأثير: كأخي السرار السرار المساررة أي: كصاحب السرار وكمثل المساررة لخفص صوته. قوله: لم يسمعه بضم الياء أي: لم يسمع عمر النبي حديثه حتى يستفهم النبي منه، من الاستفهام وهو طلب الفهم.
7303 حدثنا إسماعيل، حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله قال في مرضه: مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة فقال رسول الله إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا.
ا مطابقته للترجمة من حيث إن فيه المراددة والمراجعة في الأمر وهو مذموم داخل في معنى التعمق لأن التعمق المبالغة في الأمر والتشديد فيه.
وإسماعيل هو ابن أبي أويس.
والحديث مضى في الصلاة في ثلاثة أبواب من أبواب الإمامة آخرها: باب إذا بكى الإمام في الصلاة. وأخرجه هناك عن إسماعيل أيضا إلى آخره.
قوله: ففعلت حفصة أي: قالت، لأن الفعل أعم الأفعال. قوله: صواحب يوسف أي: أنتن تشوشن الأمر علي كما أنهن شوشن