مسلمة فجئت به فشهد معي أنه سمع النبي يقول فيه غرة عبد أو أمة انظر الحديث 6906 وطرفه مطابقته للترجمة الثانية ظاهرة. ومحمد شيخ البخاري قال الكلاباذي: ابن سلام وابن المثنى يرويان عن أبي معاوية محمد بن خازم بالمعجمة. قلت: لم يجزم بأحدهما. والمشهور أنه محمد بن سلام لأن اختصاصه به مشهور.
والحديث مضى في آخر الديات في: باب جنين المرأة.
قوله: عن إملاص المرأة الإملاص إلقاء المرأة الجنين ميتا وهي التي يضرب بطنها. قوله: أيكم سمع؟ قيل: خبر الواحد حجة يجب العمل به، فلم ألزمه بالشاهد؟ وأجيب: للتأكيد وليطمئن قلبه بذلك مع أنه لم يخرج بانضمام آخر إليه عن كونه خبر الواحد. قوله: غرة بالتنوين، وقوله: عبد عطف بيان.
تابعه ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن المغيرة.
أي: تابع هشام بن عروة في روايته عن أبيه عروة بن أبي الزناد هو عبد الرحمن عن أبيه هو عبد الله بن ذكوان عن عروة بن الزبير عن المغيرة بن شعبة. وأخرج المحاملي هذه المتابعة موصولة فقال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن المغيرة، فذكره. قيل: وقع في رواية الكشميهني: عن الأعرج عن أبي هريرة، وهو غلط، والصواب: عن عروة عن المغيرة، وذكر هذه المتابعة سقط في رواية النسفي.
((باب قول النبي لتتبعن سنن من كان قبلكم)) أي هذا باب في ذكر قول النبي لتتبعن بفتح اللام للتأكيد وفتح التاءين المدغم إحداهما في الأخرى وكسر الباء الموحدة وضم العين وبالنون الثقيلة وأصله تتبعون من الاتباع قوله سنن من كان قبلكم بفتح السين والنون أي طريقة من كان قبلكم يعني في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمه وقال ابن التين في شرح هذا اللفظ في الحديث قرأناه بضمها يعني بضم السين وقال المهلب الفتح أولى لأنه هو الذي يستعمل فيه الذراع والشبر على ما يأتي الآن * - 7319 حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع فقيل يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولائك.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها أي: حتى تسير أمتي بسير القرون قبلها، الأخذ بفتح الهمزة وكسرها السيرة، يقال: أخذ فلان بأخذ فلان أي: سار بسيرته، وحكى ابن بطال عن الأصيلي: بما أخذ القرون، بالباء الموحدة و: ما، الموصولة، و: أخذ، بصورة الفعل الماضي وهو رواية الإسماعيلي أيضا، وفي رواية النسفي: بمأخذ القرون، على وزن مفعل بفتح الميم، والقرون جمع قرن بفتح القاف وسكون الراء وهو الأمة من الناس.
وشيخ البخاري أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي وهو شيخ مسلم أيضا، وابن أبي ذئب بكسر الذال المعجمة وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي المدني واسم أبي ذئب هشام بن سعيد، والمقبري بفتح الميم وسكون القاف وضم الباء الموحدة هو سعيد بن أبي سعيد بن أبي كيسان. والحديث من أفراده.
قوله: شبرا بشبر وذراعا بذراع تمثيل، وفي رواية الكشميهني: شبرا شبرا وذراعا ذراعا. قوله: كفارس والروم؟ أراد هؤلاء الذين يتبعونهم كفارس والروم وهما جيلان مشهوران من الناس، وفارس هم الفرس وملكهم كسرى، وملك الروم قيصر. قوله: ومن الناس إلا أولئك؟ أي: فارس والروم، وكلمة: من، للاستفهام على سبيل الإنكار، قيل: الناس ليسوا منحصرين فيهما. وأجيب: بأن المراد حصر الناس المتبوعين المعهودين المتقدمين، وإنما عين هذين الجيلين لكونهما كانا إذ ذاك أكبر ملوك الأرض وأكثرهم رعية وأوسعهم بلادا.