عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ٢٩
عقل قلبك، إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل فيها مائدة ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه، فالله هو الملك، والدار الإسلام، والبيت الجنة، وأنت يا محمد رسول من أجابك دخل الإسلام ومن دخل الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل مما فيها هذا حديث مرسل لأن سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابر بن عبد الله. انتهى. قيل: فائدة إيراد البخاري هذه المتابعة لرفع توهم من يظن أن طريق سعيد بن ميناء موقوف لأنه لم يصرح برفع ذلك إلى النبي وذكر هذه المتابعة لتصريحها بالرفع.
7282 حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم، عن همام عن حذيفة قال: يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا، فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا.
مطابقته للترجمة في قوله: استقيموا لأن الاستقامة هي الاقتداء بسنن الرسول وأبو نعيم الفضل بن دكين، وسفيان هو الثوري، والأعمش هو سليمان، وإبراهيم هو النخعي، وهمام بتشديد الميم هو ابن الحارث. ورجال السند كلهم كوفيون.
قوله: يا معشر القراء بضم القاف قارىء، والمراد بهم العلماء بالقرآن والسنة والعباد وكان في الصدر الأول إذا أطلقوا القراء أرادوا بهم العلماء. قوله: استقيموا أي: اسلكوا طريق الاستقامة، وهو كناية عن التمسك بأمر الله فعلا وتركا. قوله: فقد سبقتم على صيغة المجهول يعني: لازموا الكتاب والسنة فإنكم مسبوقون سبقا بعيدا، أي: قويا متمكنا، فربما يلحقون بهم بعض اللحوق. قوله: فإن أخذتم يمينا وشمالا أي: خالفتم الأمر وأخذتم غير طريق الاستقامة، فقد ضللتم ضلالا بعيدا، أي: قويا متمكنا. قال الله تعالى: * (وأن هاذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون) * 7283 حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة عن أبي موساى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به، كمثل رجل أتى قوما، فقال: يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذالك مثل من أطاعني، فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق انظر الحديث 6482 مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: فأطاعه طائفة من قومه لأن إطاعة النبي اقتداء بسنته.
وأبو كريب محمد بن العلاء، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وبريد بضم الباء الموحدة وفتح الراء هو ابن عبد الله يروي عن جده أبي بردة عامرا أو الحارث، وأبو بردة يروي عن أبيه أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس.
والحديث مضى في الرقاق في: باب الانتهاء عن المعاصي.
قوله العريان أي: المجرد عن الثياب، كانت عادتهم أن الرجل إذا رأى العدو وأراد إنذار قومه يخلع ثوبه ويديره حول رأسه إعلاما لقومه من بعيد بالغارة ونحوها. قوله: فالنجاء ممدودا ومقصورا بالنصب على أنه مفعول مطلق أي: الإسراع والإدلاج، بكسر الهمزة السير أول الليل، ومن باب الافتعال السير آخر الليل. قوله: على مهلهم أي: على سكينتهم. قوله: فصبحهم الجيش أي: أتوهم صباحا وأغاروا عليهم. قوله: واجتاحهم بالجيم ثم الحاء المهملة أي: استأصلهم.
7284، 7285 حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ل يث، عن عقيل، عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»