عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٤٦
عن محمد بن مسلم الزهري. والثاني: عن إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عبد الحميد عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق الصديق التيمي عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه.
والحديث مضى في كتاب الاعتصام في: باب قوله تعالى: * (ولقد صرفنا فى هاذا القرءان للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شىء جدلا) * فإنه أخرجه هناك من طريقين أحدهما: عن أبي اليمان عن شعيب. والآخر: عن محمد بن سلام عن عتاب بن بشير، ومضى الكلام فيه هناك.
قاله من الطروق وهو المجيء بالليل، أي: طرق عليا. وقوله: وفاطمة بالنصب عطف عليه. قوله: لهم إنما جمع الضمير باعتبار أن أقل الجمع اثنان، أو أراد عليا وفاطمة ومن معهما. قوله: إن يبعثنا أي: من النوم إلى الصلاة. قوله: وهو مدبر أي: مول ظهره، وفي ضرب رسول الله، فخذه وقراءته الآية إشارة إلى أن الشخص يجب عليه متابعة أحكام الشريعة لا ملاحظة الحقيقة، ولهذا جعل جوابه من باب الجدل.
7466 حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح، حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفئها، فإذا سكنت اعتدلت، وكذالك المؤمن يكفأ بالبلاء، ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء انظر الحديث 5644 مطابقته للترجمة في قوله: إذا شاء وفليح مصغرا ابن سليمان.
والحديث مضى في أوائل كتاب الطلب فإنه أخرجه هناك عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه عن هلال بن علي إلى آخره.
قوله: خامة الزرع بتخفيف الميم أول ما ينبت على ساق أو الطاقة الغضة الرطبة منه. قوله: يفيء بالفاء أي: يتحول ويرجع. قوله: أتتها من الإتيان. قوله: تكفئها أي: تقلبها وتحولها. قوله: يكفأ على صيغة المجهول. قوله: الأرزة بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الزاي وهو شجر الصنوبر، وقيل: بفتح الراء وهو الشجر الصلب. قوله: صماء أي: الصلبة ليست بجوفاء ولا رخوة. قوله: يقصمها بالقاف وبالصاد المهملة المكسورة أي: يكسرها.
7467 حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يقول: إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صلاة العصر، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطيتم القرآن فعملتم به حتى غروب الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين، قال أهل التوراة: ربنا هاؤلاء أقل عملا وأكثر أجرا؟ قال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا. فقال: فذالك فضلي أوتيه من أشاء ا مطابقته للترجمة في قوله: من أشاء والحديث مضى في كتاب الصلاة في بيان من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب، فإنه أخرجه هناك عن عبد العزيز بن عبد الله مضى الكلام فيه.
قوله: فيما سلف أي: في جملة ما سلف، أي: نسبة زمانكم إلى زمانهم كنسبة وقت العصر إلى تمام النهار، والقيراط مختلف فيه عند الأقوام، ففي مكة ربع سدس الدينار، وفي موضع
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»