عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ٧٣
المساجد، ووردت أحاديث في البكاء. منها: حديث أسد بن موسى عن عمران بن يزيد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعا: (أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول ثم تقطع الدموع وتسيل الدماء فتقرح العيون، فلو أن السفن أجريت فيها لجرت).
52 ((باب الخوف من الله تعالى)) أي: هذا باب في بيان شدة الاعتناء بالخوف من الله عز وجل، والخوف من لوازم الإيمان قال الله تعالى: * (وخافون إن كنتم مؤمنين) * (آل عمران: 571).
0846 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان رجل ممن كان قبلكم يسىء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله، ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني إلا مخافتك فغفر له). (انظر الحديث 2543 وطرفه).
مطابقته للترجمة في آخر الحديث. وجرير هو ابن عبد الحميد، ومنصور هو ابن المعتمر، وربعي بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وكسر العين المهملة وتشديد الياء ابن حراش بكسر الحاء المهملة وبالراء المخففة والشين المعجمة، وحذيفة ابن اليمان. ورجال السند كلهم كوفيون.
والحديث مضي في ذكر بني إسرائيل عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه النسائي في الجنائز وفي الرقائق عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير.
قوله: (ممن كان قبلكم) يعني: من بني إسرائيل. قوله: (يسيء الظن بعمله) يعني بعمله الذي كان معصية، وكان نباشا. قوله: (فذروني في البحر) بضم الذال من الذر وهو التفريق، يقال: ذررت الملح أذره، ويروى بفتح الذال من التذرية، يقال: ذرت الريح الشيء وأذرته وذرته أي: أطارته وأذهبته، ويروى: أذروني بهمزة قطع وسكون الذال من: أذرت العين دمعها، ومنه: تذروه الرياح. قوله: (في يوم صائف) أي: حار بتشديد الراء من الحرارة، وروي للمروزي والأصيلي: في يوم حاز، بالزاي الثقيلة بمعنى أنه يحز البدن لشدة حره، وروي لأبي ذر عن المستملي والسرخسي: في يوم حار، بالراء كما ذكرنا أولا، وكذا روي لكريمة عن الكشميهني وذكر بعضهم رواية المروزي بنون بدل الزاي، وقال ابن فارس: الحون ريح يحن كحنين الإبل.
1846 حدثنا موسى ا حدثنا: معتمر سمعت أبي حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر رجلا فيمن كان سلف أو قبلكم (آتاه الله مالا وولدا يعني: أعطاه مالا وولدا! قال: فلما حضر قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيرا فسرها قتادة: لم يدخر وإن يقدم على الله يعذبه فانظروا فإذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني أو قال: فاسهكوني ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذالك وربي، ففعلوا فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي! ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك أو فرق منك فما تلافاه أن رحمه الله.
فحدثت أبا عثمان فقال: سمعت سلمان غير أنه زاد: فأذروني في البحر، أو كما حدث. (انظر الحديث 8743 وطرفه).
مطابقته للترجمة في قوله: (مخافتك) وموسى هو ابن إسماعيل التبوذكي، ومعتمر يروي عن أبيه سليمان التيمي، وعقبة بضم العين وسكون القاف ابن عبد الغافر أبو نهار الأزدي العوذي البصري، وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري، رضي الله تعالى عنه.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»