عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ٧٧
فيها) هذه رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: وأنتم تقتحمون، وعلى الأول سأل الكرماني فقال: القياس: وأنتم، لا: هم، ليوافق لفظ: حجزكم، ثم أجاب بأنه التفات.
وفيه: إشارة إلى أن من أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجرته لا اقتحام له فيها.
4846 حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن عامر قال: سمعت عبد الله بن عمر و يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه).
مطابقته للترجمة من حيث إن ترك أذى المسلم باليد واللسان من جملة الانتهاء عن المعاصي، وأيضا قوله: (من هجر ما نهى الله عنه) من جملة الانتهاء عن المعاصي.
وأبو نعيم الفضل بن دكين، وزكريا هو ابن أبي زائدة، وعامر هو الشعبي.
والحديث مضى في أول كتاب الإيمان. قيل: خص المهاجر بالذكر تطبيبا لقلب من لم يهاجر من المسلمين لفوات ذلك بفتح مكة، فأعلمهم بأن من هجر ما نهى الله عنه كان هو المهاجر الكامل.
7 ((باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا))) أي: هذا باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو تعلمون ما أعلم) إلى آخره، ذكر الترجمة بلفظ حديث الباب، وعكس بعضهم حيث قال: ذكر فيه حديث أبي هريرة بلفظ الترجمة.
5846 حدثنا يحياى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه، كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا).
الترجمة والحديث سواء. و يحيى بن بكير بضم الباء الموحدة مصغر بكر هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري، و عقيل بضم العين المهملة ابن خالد الأيلي، و ابن شهاب محمد بن مسلم الزهري والحديث من أفراده.
قوله: (ما أعلم) أي: من الأهوال والأحوال التي بين أيدينا عند النزع. وفي البرزخ ويوم القيامة.
وفيه: من صنعة البديع: مقابلة الضحك بالبكاء، والقلة بالكثرة، ومطابقة كل منهما بالآخر.
6846 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا).
هذا مثل الحديث السابق غير أن راوي ذاك أبو هريرة، وراوي هذا أنس بن مالك، روى عنه ابنه موسى الأنصاري قاضي البصرة.
وهذا مختصر من حديث أخرجه البخاري في تفسير سورة المائدة عن المنذر بن الوليد الجارودي وسيجئ في الاعتصام عن محمد بن عبد الرحيم: وأخرجه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم. عن محمد بن معمر وغيره. وأخرجه الترمذي في التفسير عن محمد بن معمر بإسناده نحوه. وأخرجه النسائي في الرقائق عن محمود بن غيلان مختصرا.
82 ((باب حجبت النار بالشهوات)) أي: هذا باب يذكر فيه: حجبت النار أي: غطت النار فكانت الشهوات سببا للوقوع في النار، ووقع عند أبي نعيم: باب حفت النار، وفي بعض النسخ بعده: وحجبت الجنة بالمكاره.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»