عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ٧١
4746 حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عمر بن علي سمع أبا حازم عن سهل ابن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة).
مطابقته للترجمة في قوله: (من يضمن لي ما بين لحييه) لأن المراد بهذا، حفظ اللسان، كما يجيء.
قوله: (حدثنا) بنون الجمع رواية الأكثرين وفي رواية أبي ذر: حدثني، بنون الإفراد.
والمقدمي، بصيغة اسم المفعول من التقديم هذه نسبة إلى أحد أجداد محمد المذكور وهو محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم أبو عبد الله المعروف بالمقدمي البصري، وعمر بن علي هو عم محمد المذكور وهو مدلس ولكنه صرح بالسماع، وأبو حازم بالحاء المهملة والزاي سلمة بن دينار، وسهل بن سعد بن مالك الساعدي الأنصاري.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في المحاربين عن خليفة بن خياط. وأخرجه الترمذي في الزهد عن محمد بن عبد الأعلى، وقال: حسن صحيح غريب.
قوله: (من يضمن لي) إطلاق الضمان عليه مجاز إذ المراد لازم الضمان وهو أداء الحق الذي عليه. قوله: (ما بين لحييه) بفتح اللام وسكون الحاء المهملة تثنية لحي وهما العظمان في جانبي الفم، والمراد بما بينهما اللسان، وبما (بين رجليه): الفرج. قوله: (أضمن له) بالجزم لأنه جواب الشرط. ووقع في رواية الحسن. تكفلت له.
وفيه: أن أعظم البلاء على العبد في الدنيا اللسان والفرج، فمن وقي من شرهما فقد وقي أعظم الشر.
5746 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
مطابقته للترجمة ظاهرة. ورحاله قد ذكروا غير مرة. والحديث من أفراده.
قوله: (بالله واليوم الآخر) إنما خصهما بالذكر إشارة إلى المبدأ و المعاد، وخصص الأمور الثلاثة ملاحظة لحال الشخص قولا وفعلا، وذلك إما بالنسبة إلى المقيم أو المسافر، أو الأول تحلية والثاني تخلية.
6446 حدثنا أبو الوليد حدثنا ل يث حدثنا سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال: سمع أذناي ووعاه قلبي النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الضيافة ثلاثة أيام جائزته) قيل: وما جائزته؟ قال: (يوم وليلة، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليسكت). (انظر الحديث 9106 وطرفه).
مطابقته للترجمة في آخر الحديث. وأبو الوليد هشام بن عبد الملك، وأبو شريح اسمه خويلد الخزاعي.
والحديث مضى في كتاب الأدب في: باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف عن الليث... إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله (جائزته) بالنصب أي: أعطوا جائزته، ولو صحت الرواية بالرفع كان تقديره: المتوجه عليكم جائزته. قوله (يوم وليلة) أي: جائزته يوم وليلة. وقيل: الجائزة جنة، واليوم ظرف، فكيف يقع خبرا عنها؟ وأجيب: بأن فيه مضافا مقدرا، أي: زمان جائزته يوم وليلة.
7746 حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن عيساى بن طلحة بن عبيد الله التيمي عن أبي هريرة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار ابعد مما بين المشرق).
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»