عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ٧٢
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه إشارة إلى حفظ اللسان من حيث المفهوم.
وإبراهيم بن حمزة بالحاء المهملة والزاي الأسدي، وابن أبي حازم عبد العزيز، ويزيد من الزيادة ابن عبد الله المعروف بابن الهاد، ومحمد بن إبراهيم التيمي، و عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، وطلحة هو أحد العشرة. ورجال هذا الإسناد كلهم مدنيون.
والحديث أخرجه مسلم في آخر الكتاب عن قتيبة وغيره. وأخرجه الترمذي في الزهد عند محمد بن بشار، وقال: حسن غريب. وأخرجه النسائي في الرقائق عن قتيبة وغيره به.
قوله: (حدثني) بالإفراد في رواية الأكثرين وفي رواية أبي ذر: حدثنا، بنون الجمع. قوله: (ليتكلم) باللام في رواية الأكثرين وفي رواية أبي ذر: يتكلم، بدون اللام. قوله: (ما يتبين فيها) أي: لا يتدبر فيها ولا يتفكر في قبحها وما يترتب عليها، وتطلق الكلمة ويراد بها الكلام كقولهم: كلمة الشهادة، ويروى: وليتكلم بالكلمة ما يتقى فيها. قوله: (يزل بها) أي: بتلك الكلمة، وهذا كناية عن دخول النار. قوله: (أبعد مما بين المشرق) كناية عن عظمها ووسعها، قيل: لفظ: بين، يقتضي دخوله على متعدد، وأجيب بأن المشرق متعدد معنى إذ مشرق الصيف غير مشرق الشتاء، وبينهما بعد عظيم وهو نصف كرة الفلك، أو اكتفى بأحد الضدين عن الآخر كقوله تعالى: * (سرابيل تقيكم الحر) * (النحل: 18) وفي بعض الروايات جاء صريحا. والمغرب.
وفيه: أن من أراد النطق بكلمة أن يتدبرها بنفسه قبل نطقه فإن ظهرت مصلحة تكلم بها وإلا أمسك.
8746 حدثني عبد الله بن منير سمع أبا النضر حدثنا عبد الرحمان بن عبد الله يعني: ابن دينار، عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم). (انظر الحديث 7746) [/ ح.
هذا طريق آخر في الحديث المذكور أخرجه عن عبد الله بن منير على وزن اسم الفاعل من الإنارة المروزيو النضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة هاشم بن القاسم التيمي الخراساني، مر في الوضوء، وعبد الرحمن يروي عن أبيه عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، وأبو صالح ذكوان الزيات، وفي الإسناد ثلاثة من التابعين على نسق.
قوله: (من رضوان الله) أي: مما يرضي الله به قوله: (لا يلقي) بضم الياء من الإلقاء أي: لا يلتفت إليها خاطره ولا يعتد بها ولا يبالي بها، ومعنى البال هنا القلب. قوله: (يرفع الله بها) كذا في رواية المستملي والسرخسي، وفي رواية الأكثرين والنسفي: يرفع الله له بها درجات، وفي رواية الكشميهني: يرفعه الله بها درجات. قوله: (من سخط الله) يعني: مما لا يرضى به. قوله: (يهوي) بفتح الياء وسكون الهاء وكسر الواو، وقال عياض: ينزل فيها ساقطا، وقد جاء بلفظ: يزل بها في النار، لأن دركات النار إلى أسفل فهو نزول سقوط، وقيل: أهوى من قريب، وهوى من بعيد.
42 ((باب البكاء من خشية الله عز وجل)) أي: هذا باب في بيان فضل البكاء من خوف الله عز وجل.
9746 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحياى عن عبيد الله قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمان عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه).
مطابقته للترجمة ظاهرة. و يحيى هو القطان، و عبيد الله بن عمر العمري، وخبيب بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره باء أخرى ابن عبد الرحمن الخزرجي، و حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه.
وهذا قطعة من حديث أتم منه قد مضى في الزكاة عن مسدد، وفي الصلاة عن محمد بن بشار في أبواب
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»