عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ١٤٤
لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
1956 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حرمي بن عمارة حدثا شعبة عن معبد بن خالد أنه سمع حارثة بن وهب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحوض فقال: (كما بين المدينة وصنعاء).
وزاد ابن أبي عدي عن شعبة عن معبد بن خالد عن حارثة سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: حوضه ما بين صنعاء والمدينة، فقال له المستور: ألم تسمعه قال: الأواني؟ قال: لا. قال المستورد: ترى فيه الآنية مثل الكواكب.
علي بن عبد الله بن المديني، وحرمي بفتح الحاء المهملة والراء وتشديد الياء آخر الحروف ابن عمارة بضم العين المهملة وتخفيف الميم وبالراء، ومعد بفتح الميم وسكون العين وفتح الباء الموحدة ابن خالد القاضي الكوفي، وحارثة بن وهب الخزاعي نزل الكوفة وله أحاديث، وكان أخا لعبيد الله بالتصغير ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لأمه.
والحديث أخرجه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم عن محمد بن عبد الله وغيره.
قوله: (وزاد ابن أبي عدي) وهو محمد بن إبراهيم، وأبو عدي جده ولا يعرف اسمه وهو بصري ثقة كثير الحديث.
ووصل هذه الزيادة مسلم: حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سعيد بن خالد عن حارثة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: حوضه ما بين صنعاء والمدينة، فقال له المستورد: آلم تسمعه قال: الأواني؟ قال: لا. قال المستورد: ترى فيه الآنية.
قوله: (قوله: حوضه)، ويروى: (قال: حوضه)، كما في رواية مسلم. قوله: (فقال له المستورد) على وزن مستفعل بكسر العين ابن شداد بن عمرو القرشي الفهري الصحابي بن الصحابي شهد فتح مصر وسكن الكوفة مات سنة خمس وأربعين، وليس له في البخاري إلا في هذا الموضع، وحديثه مرفوع، وإن لم يصرح به ويلزم منه رفعه سياقا. قوله: (ألم تسمعه؟) أي: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: الأواني فيه تكون كذا وكذا؟ قال حارثة: لا، فقال المستورد: ترى فيه الآنية مثل الكواكب، أي: كثرة وضياء، يعني أنا سمعته قال ذلك.
3956 حدثنا سعيد بن أبي مريم عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ ناس من دوني فأقول: يا رب! مني ومن أمتي! فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم)، فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا. على أعقابهم ينكصون يرجعون على العقب. (الحديث 3956 طرفه في: 8407) ابن أبي مليكة عبد الله، مضى عن قريب.
قوله: (حتى أنظر) بالنصب أي: إلى أن أنظر. قوله: (من دوني) أي: بالقرب مني. قوله: (ومن أمتي) هذا يدفع قول من حمل الناس على غير هذه الأمة. قوله: (هل شعرت) أي: هل علمت. وقال بعضهم: فيه: إشعار إلى أنه لم يعرف أشخاصهم بعينها وإن كان قد عرف أنهم من هذه الأمة. انتهى.
قلت: فيه نظر لا يخفى. قوله: (ما عملوا) ويرى بما عملوا بزيادة الباء. قوله: (ما برحوا) أي: ما زالوا. قوله: (فكان ابن أبي مليكة يقول) موصول بالسند المذكور. قوله: (أو نفتن) على صيغة المجهول. قوله: (على أعقابهم ينكصون) إلى آخره هكذا فسره أبو عبيدة في الآية.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»