عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ١١٩
المدينة لما سمعوا صوتا بالليل. قوله: (ذات ليلة) لفظ ذات مقحمة. قوله: (قبل الصوت) بكسر القاف وفتح الباء الموحدة أي: جهة الصوت. قوله: (فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم) أي: بعد أن سبقهم إلى الصوت ثم رجع يستقبلهم. قوله: (وهو يقول) الواو وفيه للحال. قوله: (لن تراعوا) أي: لا تراعوا، جحد بمعنى النهي أي لا تفزعوا، وهي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسا وإظهارا للرفق بالمخاطب. قوله: (على فرس) اسمه مندوب، وكان لأبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري زوج أم أنس. قوله: (عري)، بضم العين المهملة وسكون الراء. قوله: (ما عليه سرج) تفسير عري. قوله: (بجرا أي): واسع الجري مثل البحر.
6034 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن ابن المنكدر، قال: سمعت جابرا رضي الله عنه، يقول: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن شيء قط فقال: لا.
مطابقة الجزء الثاني للترجمة ظاهرة. وسفيان هو الثوري يروي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله.
والحديث أخرجه مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي كريب وغيره. وأخرجه الترمذي في الشمائل عن بندار.
قوله: (ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم) أي: ما طلب منه شيء من أموال الدنيا، قال الفرزدق:
* ما قال: لا قط إلا في تشهدهلولا التشهد كانت لاؤه: نعم * قوله: (عن شيء) ويروى: شيئا.
6035 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق عن مسروق قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو ويحدثنا إذ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وإنه كان يقول: إن خياركم أحاسنكم أخلاقا.
مطابقته للترجمة في آخر الحديث. وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث النخعي الكوفي قاضيها، يروي عن سليمان الأعمش عن شقيق بن سلمة عن مسروق بن الأجدع.
والحديث مضى في الباب الذي قبله.
قوله: (إن خياركم) وفي الرواية المتقدمة: إن من خياركم، ويروى: إن من أخياركم. قوله: (أحاسنكم) جمع أحسن، وفي رواية الكشميهني: أحسنكم بالإفراد، وعن أنس رفعه: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، رواه أبو يعلى، وعن أبي هريرة رفعه: إن من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا، رواه الترمذي وحسنه، ورواه الحاكم وصححه، وعن جابر بن سمرة مثله، رواه أحمد وعن جابر رضي الله عنه، رفعه: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، رواه الترمذي. وأخرج ابن حبان والطبراني والحاكم من حديث أسامة بن شريك، قالوا: يا رسول الله! من أحب عباد الله إلى الله؟ قال: أحسنهم خلقا.
6036 حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت: يا رسول الله! أكسوك هاذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم، محتاجا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله! ما أحسن هاذه فاكسنيها، فقال: نعم، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لأمه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسئل شيئا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها.
مطابقته للترجمة ظاهرة من حيث إنه متضمن معنى حسن الخلق والسخاء يفهمه من له فهم ذكي.
وأبو غسان محمد بن
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»