طلحة، فلا يدري سماع طلحة من عائشة إذ لم يعرف من طلحة، ورد عليه بأنه قد عرف وهو كما ساقه البخاري في آخر الشفعة، وفي الهبة أيضا، وبه صرح الدمياطي بخطه.
والحديث مضى في كتاب الشفعة في: باب أي الجوار أقرب، ومضى في الهبة أيضا في: باب من يبدأ بالهدية. وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد وسعيد بن منصور. وحد الجوار ذكرناه في باب الوصاءة بالجار.
قوله: (أهدي) بضم الهمزة من الإهداء. قوله: (بابا) قال الكرماني: ولعل السر أنه ينظر إلى ما يدخل داره وأنه أسرع لحوقا به عند الحاجات في أوقات الغفلات، وانتصاب: بابا، على التميز أي: أشدهما قربا.
6020 حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال: أخبرني أبو عمران قال: سمعت طلحة عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا. (انظر الحديث 2259 وطرفه).
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه أن الأقرب للجار هو متعين للحق يعني حق الجواز وأبو عمران عبد الملك الجون بفتح الجيم وسكون الواو وبالنون البصري، وطلحة هو ابن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله التيمي القرشي، وقال الإسماعيلي: إخراج البخاري هذا الحديث هنا فيه نظر لأن طلحة لا يدرى من هو؟ وأيضا فيه اضطراب كثير، فإن ابن المبارك قال في حديثه: سمعت رجلا من قريش يقال له أبو طلحة، وقال معاذ عن شعبة: سمع طلحة بن عبيد الله بحديث عائشة، وقال عيسى بن يونس: قال شعبة: أظن طلحة سمع عائشة، ولم يقل سمعه منها، وقال يزيد بن هارون: طلحة رجل من قريش، وقال غندر: طلحة بن عبيد الله رجل من تيم اللات، وقال وكيع: من تيم الرباب، وقال ابن طهمان عن شعبة: عبيد الله بن طلحة، فلا يدري سماع طلحة من عائشة إذ لم يعرف من طلحة، ورد عليه بأنه قد عرف وهو كما ساقه البخاري في آخر الشفعة، وفي الهبة أيضا، وبه صرح الدمياطي بخطه.
والحديث مضى في كتاب الشفعة في: باب أي الجوار أقرب، ومضى في الهبة أيضا في: باب من يبدأ بالهدية. وأخرجه أبو داود في الأدب عن مسدد وسعيد بن منصور. وحد الجوار ذكرناه في باب الوصاءة بالجار.
قوله: (أهدي) بضم الهمزة من الإهداء. قوله: (بابا) قال الكرماني: ولعل السر أنه ينظر إلى ما يدخل داره وأنه أسرع لحوقا به عند الحاجات في أوقات الغفلات، وانتصاب: بابا، على التميز أي: أشدهما قربا.
33 ((باب كل معروف صدقة)) أي: هذا باب يذكر فيه كل معروف صدقة، والآن يجيء تفسير المعروف.
6022 حدثني آدم حدثنا شعبة حدثنا سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: على كل مسلم صدقة. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قالوا: فإن لم يستطع، أو: لم يفعل؟ قال: فيعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا: فإن لم يفعل؟ فيأمر بالخير، أو قال: بالمعروف، قال: فإن لم يفعل؟ قال: فيمسك عن الشر فإنه له صدقة. (انظر الحديث 1445).
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (أو قال: بالمعروف) وسعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري يروي عن أبيه أبي بردة بضم الباء الموحدة وإسكان الراء وبالدال المهملة واسمه عامر عن جده أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري.
والحديث مضى في الزكاة عن مسلم بن إبراهيم في: باب على كل مسلم صدقة، ومضى الكلام فيه.
قوله: (أو لم يفعل) شك من الراوي. قوله: (الملهوف) أي: المظلوم يستغيث أو المحزون المكروب. قوله: (فإن لم يفعل) أي: عجزا أو كسلا. قوله: (أو قال: بالمعروف) شك من الراوي.
وفيه: تنبيه للمؤمن المعسر على أن يعمل بيده وينفق على نفسه ويتصدق من ذلك ولا يكون عيالا على غيره، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: يا معشر القراء خذو طريق من كان قبلكم وارفعوا رؤوسكم ولا تكونوا عيالا على المسلمين. وفيه: إن المؤمن إذا لم يقدر على باب من أبواب الخير ولا فتح له فعليه أن ينتقل إلى باب آخر يقدر عليه فإن أبواب الخير كثيرة والطريق إلى مرضاة الله غير معدومة.
34 ((باب طيب الكلام)) أي: هذا باب في بيان ما يحصل من الخير بالكلام الطيب. وأصل الطيب ما تستلذه الحواس ويختلف باختلاف م متعلقة. وقال ابن بطال: طيب الكلام من جليل عمل الخير لقوله تعالى: * ((32) ادفع بالتي هي أحسن) * (المؤمنون: 96، وفصلت: 34) والدفع قد يكون بالقول كما يكون بالفعل.