عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ١٠٩
6015 حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن محمد عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.
مطابقته للترجمة ظاهر. وعمر بن محمد يروي عن أبيه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، ولفظ هذا الحديث مثل لفظ حديث عائشة المذكور، وقد روى هذا المتن أيضا أبو هريرة، وهو في: (صحيح ابن حبان)، وعبد الله ابن عمرو بن العاص وهو عند أبي داود والترمذي، وأبي أمامة، وهو عند الطبراني.
29 ((باب إثم من يأمن جاره بوائقه)) أي: هذا باب في بيان من لا يأمن جاره يوائقه، وهو جمع بائقة بالباء الموحدة والقاف وهي الداهية والشيء المهلك والأمر الشديد الذي يؤتى بغتة، وقال قتادة: بوائقه ظلمه وغشه، وقال الكسائي: غوائله وشره.
يوبقهن: يهلكهن، موبقا: مهلكا أشار بقوله: يوبقهن، إلى قوله تعالى: * ((24) أو يوبقهن بما كسبوا) * (الشورى: 34) قال أبو عبيدة: أي يهلكون، وأخذه عنه وأشار بقوله: موبقا إلى قوله تعالى: * ((81) وجعلنا بينهم موبقا) * (الكهف: 52) وفسره بقوله: مهلكا، وهكذا فسره ابن عباس، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه.
6016 حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد عن أبي شريح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن! قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه.
مطابقته للترجمة في آخر الحديث. وعاصم بن علي بن عاصم بن صهيب أبو الحسين من أهل واسط مات في سنة إحدى وعشرين ومائتين وهو من أفراده، وابن أبي ذئب بلفظ الحيوان المشهور محمد بن عبد الرحمن، وسعيد هو المقبري، وأبو شريح مصغر الشرح بالشين المعجمة والراء وبالحاء المهملة واسمه خويلد وهو المشهور، وقيل: عمرو، وقيل: هانىء، وقيل: كعب الصحابي الخزاعي المدوي الكعبي.
والحديث من أفراده.
قوله: (والله لا يؤمن) هكذا وقع تكريرها ثلاثا صريحا، ووقع عند أحمد: والله لا يؤمن، ثلاثا، ولأبي يعلى من حديث أنس: والله ما هو بمؤمن، وللطبراني من حديث كعب بن مالك: لا يدخل الجنة، ولأحمد نحوه عن أنس بسند صحيح، والمراد به كمال الإيمان، ولا شك أنه معصية والعاصي لا يكون كامل الإيمان. قوله: (ومن يا رسول الله)؟ أي: ومن الذي لا يؤمن؟ والواو فيه عطف على مقدر أي: سمعنا قولك وما عرفنا من هو، وقيل: يجوز أن تكون زائدة أو استئنافية، وبين قوله: (لا يؤمن) (ولا يؤمن) جناس محرف فالأول: من الإيمان، والثاني: من الأمان.
تابعه شبابة وأسد بن موسى أي: تابع عاصم بن علي المذكور شبابة بفتح الشين المعجمة وتخفيف الباء الموحدة الأولى ابن سوار بفتح السين المهملة وبالواو والراء الفزاري في روايته عن ابن أبي ذئب، واخرج هذه المتابعة الإسماعيلي. قوله: (ولسد بن موسى)، أي: وتابع اسد أيضا عاصم بن علي، وأخرج هذه المتابعة الطبراني في مكارم الأخلاق.
وقال حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وأبو بكر بن عياس وشعيب بن إسحاق: عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
لما خرج البخاري الحديث المذكور عن عاصم بن علي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي شريح وقواه بمتابعة شبابة وأسد بن موسى عاصم بن علي في روايته عن ابن أبي ذئب عن سعيد عن أبي شريح، أشار بما ذكره معلقا عن حميد بن الأسود ومن معه أنهم روو الحديث المذكور عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، فعلى هذا
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»