عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٤٩
ابن جريج، وعطاء بن أبي رباح، وعبيد بن عمير كلاهما بالتصغير أبو عاصم الليثي.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الطلاق وفي الإيمان والنذور عن الحسن بن محمد الزعفراني وأخرجه مسلم في الطلاق عن محمد بن حاتم، وأخرجه أبو داود في الأشربة عن أحمد بن حنبل وأخرجه النسائي في الإيمان والنذور وفي عشرة النسائي عن الحسن بن محمد الزعفراني وفي الطلاق وفي التفسير عن قتيبة.
قوله: (عند زينب بنت جحش)، ويروى: ابنة جحش وهي إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم. قوله: (فواظيت)، هكذا في جميع النسخ وأصله: فواطأت، بالهمزة أي: اتفقت أنا وحفصة بنت عمر بن الخطاب إحدى زوجاته. قوله: (عن أيتنا) أي: عن أية كانت منا، (دخل عليها) يعني: على أية زوجة من زوجاته دخل عليها. فإن قلت: كيف جاز لعائشة وحفصة الكذب والمواطأة التي فيها إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: كانت عائشة صغيرة مع أنها وقعت منهما من غير قصد الإيذاء، بل على ما هو من جبلة النساء في الغيرة على الضرائر ونحوها، واختلف في التي شرب النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها العسل، فعند البخاري: زينب كما ذكرت وأن القائلة: أكلت مغافير، عائشة وحفصة، وفي رواية حفصة: وأن القائلة أكلت مغافير، عائشة وسودة وصفية، رضي الله تعالى عنهن، وفي تفسير عبد بن حميد: أنها سودة، وكان لها أقارب أهدوا لها عسلا من اليمن، والقائل له عائشة وحفصة، والذي يظهر أنها زينب على ما عند البخاري لأن أزواجه صلى الله عليه وسلم كن حزبين على ما ذكرت عائشة قالت: أنا وسودة وحفصة وصفية في حزب، وزينب وأم سلمة والباقيات في حزب. قوله: (أكلت مغافير)، بفتح الميم بعدها غين معجمة: جمع مغفور، وقال ابن قتيبة ليس في الكلام مفعول إلا مغفور ومغرور، وهو ضرب من الكمأة ومنجور وهو المنجر ومغلوق واحد المغاليق، والمغفور صمغ حلو كالناطف وله رائحة كريهة ينضجه شجر يسمى العرفط بعين مهملة مضمومة وفاء مضمومة نبات مر له ورقة عريضة تنفرش على الأرض وله شوكة وثمرة بيضاء كالقطن مثل زر قميص خبيث الرائحة، وزعم المهلب أن رائحة العرفط والمغافير حسنة. انتهى، وهو خلاف ما يقتضيه الحديث، وما قاله الناس، قال أهل اللغة: العرفط من شجر العضاة، وهو كل شجر له شوك، وتخبث رائحة داعيته وروائح ألبانها حتى يتأذى بروائحها وأنفاسها الناس فيجتنبونها، وحكى أبو حنيفة في المغفور والمغثور بثاء مثلثة وميم المغفور من الكلمة، وقال الفراء: زائدة وواحده مغفر وحكى غيره: مغفر، وقال آخرون: مغفار، وقال الكسائي: مغفر. قلت: الأولى بفتح الميم. والثاني: بضمها. والثالث: على وزن مفعال بالكسر. والرابع: بكسر الميم، فافهم. قوله: (قال: لا)، أي: قال النبي صلى الله عليه وسلم لا أكلت مغافير ولكني كنت أشرب العسل عند زينب. قوله: (فلن أعود له)، أي: حلفت أنا على أن لا أعود لشرب العسل. قوله: (فلا تخبري)، الخطاب لحفصة لأنها هي القائلة: أكلت مغافير، أو غيرها على خلاف فيه، أي: لا تخبري أحدا عائشة أو غيرها بذلك. وكان صلى الله عليه وسلم يبتغي بذلك مرضاة أزواجه، وقال الخطابي: الأكثر على أن الآية نزلت في تحريم مارية القبطية حين حرمها على نفسه، وقال لحفصة: لا تخبري عائشة فلم تكتم السر، وأخبرتها ففي ذلك نزل * (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) * (التحريم: 3).
2 ((باب: * (تبتغي مرضاة أزواجك قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) * (التحريم: 1)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (تبتغي) * أي: تطلب رضا أزواجك وتحلف (قد فرض الله) أي: بين الله أو قدر الله ما تحللون به أيمانكم وقد بينها في سورة المائدة.
406 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن عبيد بن حنين أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه. قال مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له. قال فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت له يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي من أزواجه. فقال تلك حفصة وعائشة
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»