عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٤
من هو خير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقال الزمخشري: فإن قلت: كيف يكون المبدلات خيرا منهن ولم يكن على وجه الأرض نساء خيرا من أمهات المؤمنين؟ قلت: إذا طلقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعصيانهن وإيذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة، وكان غيرهن من الموصوفات بالأوصاف المذكورة مع الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والنزول على رضاه وهواه خيرا منهن. قوله: (مسلمات مؤمنات) مقرات مخلصات. (قانتات) داعيات مصليات. (تائبات) من الذنوب راجعات إلى الله تعالى ورسوله تاركات لمحبة أنفسهن. (عابدات) كثيرات العبادة لله تعالى، وقيل: متذللات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بالطاعة ومنه أخذ اسم العبد لتذلله. (سائحات) يسحن معه حيثما ساح، وقيل: صائمات، وقرئ: سيحات، وهي أبلغ، وقيل للصائم: سائح لأن السائح لا زاد معه فلا يزال ممسكا إلى أن يجد ما يطعمه، فشبه به الصائم في إمساكه إلى أن يجيء وقت إفطاره، وقيل: (سائحات) مهاجرات، وعن زيد بن أسلم لم يكن في هذه الأمة سياحة إلا الهجرة. قوله: (ثيبات) جمع ثيب والأبكار جمع بكر فإن قلت: وإنما أخليت الصفات كلها عن العاطف ووسط بين الثيبات والأبكار. قلت: لأنهما صفتان متنافيتان لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات فلم يكن بد من الواو.
6194 حدثنا عمرو بن عون حدثنا هشيم عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن: * (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) * (التحريم: 5) فنزلت هاذه الآية.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وفيه بيان لسبب النزول، وعمرو بن عون بن أوس الواسطي نزل البصرة وروى البخاري أيضا عنه بالواسطة في الاستئذان روى عن عبد الله المسندي عن عمرو بن عون وروى مسلم عن حجاج بن الشاعر عنه في موضع، وهشيم مصغر هشم بن بشر مصغر بشر يروى عن حميد، الطويل البصري، والحديث قد مر في كتاب الصلاة في باب ما جاء في القبلة: بأتم منه بهذا الإسناد بعينه، ومضى الكلام فيه هناك.
76 ((سورة * (تبارك الذي بيده الملك) * (تبارك: 1)) أي: هذا في تفسير بعض سورة (تبارك) وفي بعض النسخ سورة الملك، ولم تثبت البسملة هاهنا للكل وهي مكية كلها، قاله مقاتل، وقال السخاوي: نزلت قبل الحاقة وبعد الطور، وهي ألف وثلاثمائة حرف، وثلاثمائة وثلاثون كلمة وثلاثون آية.
التفاوت الاختلاف والتفاوت والتفوت واحد أشار به إلى قوله تعالى: * (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) * (تبارك: 3) وفسره بالاختلاف والمعنى: هل ترى في خلق الرحمان اختلاف، وأشار بأن التفاوت والتفوت بمعنى واحد كالتعهد والتعاهد والتطهر والتطاهر، وقرأ الكسائي وحمزة من تفوت بغير ألف، قال الفراء: وهي قراءة ابن مسعود، والباقون بالألف.
تميز: فقطع أشار به إلى قوله تعالى: * (تكاد تميز من الغيظ) * (تبارك: 8) وفسره بقوله: (تقطع) وكذا فسره الفراء، والضمير فيه يرجع إلى الكفار الذين أخبر الله عنهم بقوله: (إذا القوافيها) أي: في النار (سمعوا لها شهيقا) أي: صوتا كصوت حمار. * (وهي تفور) * (تبارك: 5) تزفر وتغلي بهم كما تغلي القدور.
مناكبها جوانبها أشار به إلى قوله تعالى: * (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) * (تبارك:) 51 أي: امشوا في جوانب الأرض، وكذا فسره الفراء، وأصل المنكب الجانب، وعن ابن عباس وقتادة: جبالها، وعن مجاهد: طرقها.
تدعون وتدعون مثل: تذكرون وتذكرون أشار به إلى قوله تعالى: * (وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * (تبارك: 72) وأشار به إلى أن معناهما واحد، وأن التخفيف ليس بقراءة فلأجل ذلك. قال: مثل تذكرون وتذكرون.
ويقبضن: يضربن بأجنحتهن
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»