وقال ابن التين فضمر، بالضاد المعجمة والميم المشددة وبالراء أي: أشار إليه أن اسكت، ويقال: ضمز الرجل إذا عض على شفتيه، وقال ابن الأثير أيضا بالضاد والزاي من ضمز إذا سكت، ويروى: فغمض لي، فإن صحت فمعناه من تغميض عينه. قوله: (ففطنت له)، بالفتح والكسر. قوله: (أنى إذا لجريء)، يعني: ذو جرأة شديدة، وفي رواية هشيم عن ابن سيرين عند عبد بن حميد: أني لحريص على الكذب. قوله: (وهو في ناحية الكوفة)، وأشار به إلى أن عبد الله بن عتبة كان حيا في ذلك الوقت. قوله: (فاستحيي)، أي مما وقع منه. قوله: (لكن عمه)، عبد الله بن مسعود لم يقل ذلك. قيل: كذا نقل عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، والمشهور عن ابن مسعود خلاف ما نقله ابن أبي ليلى، فلعله كان يقول ذلك ثم رجع أو وهم الناقل عنه. قوله: (فلقيت أبا عطية مالك بن عامر)، ويقال: ابن زبيد، ويقال: عمرو بن أبي جندب الهمداني الكوفي التابعي، مات في ولاية صعب بن الزبير على الكوفة. والقائل بقوله: لقيت أبا عطية محمد بن سيرين. قوله: (فسألته)، أراد به التثبيت. قوله: (فذهب يحدثني حديث سبيعة)، يعني: مثل ما حدث به عبد الله بن عتبة عنها. قوله: (من عبد الله)، يعني: ابن مسعود، وأراد به استخراج ما عنده في ذلك عن ابن مسعود دون غيره لما وقع من التوقف عنده فيما أخبره به ابن أبي ليلى. قوله: (فقال: كنا عند عبد الله)، أي: ابن مسعود. قوله: (أتجعلون عليها التغليظ)؟ أي: طول العدة بالحمل إذا زادت مدته على مدة الأشهر، وقد يمتد ذلك حتى يجاوز تسعة أشهر إلى أربع سنين. أي: إذا جعلتم التغليظ عليها فاجعلوا لها الرخصة. أي: التسهيل إذا وضعت لأقل من أربعة أشهر. قوله: (لنزلت)، اللام فيه للتأكيد لقسم محذوف، ويوضحه رواية الحارث بن عمير، ولفظه: فوالله لقد نزلت. قوله: (سورة النساء القصرى)، سورة الطلاق. وفيها: * (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) * (الطلاق: 4) قوله: (بعد الطولى) ليس المراد منها سورة النساء، بل المراد السورة التي هي أطول سور القرآن وهي البقرة، وفيها: * (والذين يتوفون منكم) * (البقرة: 432، 042) وفيه جواز وصف السورة بالطولى والقصرى، وقال الداودي: القصرى لا أراه محفوظا ولا صغرى، وإنما قال: قصيرة فافهم، هو رد للأخبار الثابتة بلا مستند والقصر والطول أمر نسبي، ورد في صفة الصلاة. طولى الطولتين، وأزيد بذلك سورة الأعراف.
66 ((سورة * (لم تحرم) *)) أي: هذا في تفسير بعض سورة * (لم تحرم) * وفي بعض النسخ: سورة التحريم. وفي بعضها: سورة المتحرم، وهي مدنية لا خلاف فيها. وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الحجرات وقبل سورة الجمعة. وقيل: نزلت في تحريم مارية، أخرجه النسائي وصححه الحاكم على شرط مسلم. وقال الداودي: في إسناده نظر.
ونقله الخطابي عن أكثر المفسرين، والصحيح أنه في الغسل، وقال النسائي: حديث عائشة في الغسل جيد غاية، وحديث مارية وتحريمها لم يأت من طريق جيدة، وهي ألف وستون حرفا ومائتان وسبع وأربعون كلمة. واثنتا عشرة آية.
(بسم الله الرحمان الرحيم) لم تثبت البسملة إلا لأبي ذر.
1 ((باب: * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم) *)) ليس فيه لفظ باب إلا لأبي ذر، والكل ساقوا الآية الكريمة إلى رحيم، وقد ذكرنا الآن الاختلاف في سبب نزولها وسيأتي مزيد الكلام إن شاء الله تعالى.
1194 حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى هو يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الحرام يكفر، وقال ابن عباس: * (لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة) * (الأحزاب: 12) .
مطابقته للترجمة تأخذ من قوله: * (لم تحرم ما أحل الله لك) * لأن في تحريم الحلال كفارة، ومعاذ، بضم الميم وبالعين المهملة والذال المعجمة ابن فضالة، بفتح الفاء وتخفيف الضاد المعجمة: الزهراني هشام والدستوائي، ويحيى هو ابن أبي كثير ضد القليل