عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٢١٩
بسم الله الرحمن الرحيم ثبت البسملة في رواية أبي ذر ليس إلا.
قال ابن عباس ثم لم تكن فتنتهم معذرتهم أشار به إلى بيان تفسير قوله عز وجل: * (ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذي أشروا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) * (المائدة: 22) وفسرها ابن عباس بقوله معذرتهم، ووصل هذا التعليق ابن أبي حاتم عن أبيه حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، وقال معمر عن قتادة: فتنتهم مقالتهم، وعن الضحاك عن ابن عباس أي: حجتهم.
معروشات ما يعرش من الكرم وغير ذلك لم يقع هذا في رواية أبي ذر وأشار به إلى قوله تعالى: * (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات) * (الأنعام: 14) وفسر معروشات بقوله: ما يعرش من الكرم، وغير ذلك، ووصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: * (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) * قال: ما يعرش من الكروم، وغير معروشات ما لا يعرش، وفي التفسير، وقال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس: المعروشات ما عرش الناس، وغير معروشات ما خرج في البر والجبال من الثمرات وعن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: معروشات مسموكات، وقيل: معروشات ما يقوم على العراش، وفي (المغرب): العرش السقف في قوله: (وكان عرش المسجد من جريد النخل) أي: من أفنانه وأغصانه، وعريش الكرم ما يهيأ ليرتفع عليه، والجمع عراش.
حمولة ما يحمل عليها أشار بهذا إلى قوله تعالى: * (ومن الأنعام حمولة وفرشا) * (الأنعام: 142) وفسر الحمولة بقوله: ما يحمل عليها، وعن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله في قوله حمولة، ما حمل من الإبل وفرشا. قال: الصغار من الإبل رواه الحاكم، وقال: صحيح ولم يخرجاه، وقال ابن عباس: الحمولة هي الكبار، والفرش الصغار من الإبل، وكذا قال مجاهد، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الحمولة الإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه، والفرش الغنم، واختاره ابن جرير، قال، وأحسبه إنما سمى فرشا لدنوه من الأرض، وقال الربيع بن أنس والحسن والضحاك وقتادة، الحمولة الإبل والبقر، والفرش الغنم، وقال السدي: أما الحمولة فالإبل، وأما الفرش فالفصلان والعجاجيل والغنم وما حمل عليه فهو حمولة وقال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم: الحمولة تركبون، والفرش ما تأكلون وتحلبون، الشاة لا تحمل ويؤكل لحمها وتتخذون من صوفها لحافا وفرشا.
وللبسنا لشبهنا أشار به إلى قوله تعالى: * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * (الأنعام: 9) وفسر: للبسنا، بقوله: لشبهنا، ووصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، في قوله: * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * بقوله لشبهنا عليهم، وأصله من اللبس بفتح اللام وهو الخلط، تقول: لبس يلبس من باب ضرب يضرب لبسا بالفتح، ولبس الثوب يلبس من باب علم يعلم لبسا بالضم.
وينأون يتباعدون أشار به إلى قوله تعالى: * (وهم ينهون عنه وينأون) * وفسر: ينأون بقوله: يتباعدون، وكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، والمعنى: أن كفار مكة ينهون الناس عن اتباع الحق ويتباعدون عنه، وقال علي بن أبي طلحة: ينهون الناس عن محمد ويتباعدون أن يؤمنوا.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»