عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٢١٨
الختان من ذكر الصبي. قوله: (ذات الشمال)، جهة النار. قوله: (أصيحابي)، مصغر الأصحاب، كذا في رواية الأكثرين بالتصغير يدل على تقليل عددهم ولم يرد به خواص أصحابه الذين لزموه وعرفوا بصحبته أولئك صانهم الله وعصمهم من التبديل، والذي وقع من تأخير بعض الحقوق إنما كان من جفاة الأعراف وكذلك الذي ارتد ما كان إلا منهم ممن لا بصيرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين، رضي الله تعالى عنهم أجمعين. قوله: (العبد الصالح)، هو عيسى ابن مريم، عليهما السلام.
15 ((باب قوله: * (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * (المائدة: 118)) 2 ( أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (أن تعذبهم) * الآية. هذا حكاية عن كلام عيسى عليه السلام، ذكر ذلك على وجه الاستعطاف والتسليم لأمره عز وجل، والمعنى: إن تعذب هؤلاء فذلك بإقامتهم على كفرهم، وإن تغفر لهم فبتوبة كانت منهم لأنهم عبادك وأنت العادل فيهم وأنت في مغفرتك عزيز لا يمتنع عليك ما تريد حكيم في ذلك.
15 ((باب قوله: * (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * (المائدة: 118)) 2 ( أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (أن تعذبهم) * الآية. هذا حكاية عن كلام عيسى عليه السلام، ذكر ذلك على وجه الاستعطاف والتسليم لأمره عز وجل، والمعنى: إن تعذب هؤلاء فذلك بإقامتهم على كفرهم، وإن تغفر لهم فبتوبة كانت منهم لأنهم عبادك وأنت العادل فيهم وأنت في مغفرتك عزيز لا يمتنع عليك ما تريد حكيم في ذلك.
4626 ح دثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم محشورون وإن ناسا يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول كما قال العبد الصالح. وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله العزيز الحكيم.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وسفيان هو الثوري، والحديث أخرجه أيضا في الرقاق عن بندار عن غندر، وفي أحاديث الأنبياء عن محمد بن يوسف، وأخرجه مسلم في صفة القيامة عن أبي موسى وبندار وغيرهما. وأخرجه الترمذي في الزهد عن أبي موسى وغيره، وأخرجه النسائي في الجنائز عن محمد بن غيلان وغيره، وفي التفسير عن سليمان بن عبد الله. قوله: (محشورون)، يعني: مجموعون يوم القيامة. قوله: (وأن ناسا) ويروى، وأن رجالا.
6 ((* (سورة الأنعام) *)) أي: هذا في تفسير سورة الأنعام، ذكر ابن المنذر بإسناده عن ابن عباس، قال: نزلت سورة الأنعام بمكة شرفها الله ليلا جملة، وحولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح، وذكر نحوه عن أبي جحيفة، وعن مجاهد، نزل معها خمسمائة ملك يزفونها ويحفونها. وفي تفسير أبي محمد بن إسحاق بن إبراهيم البستي خمسمائة ألف ملك، وروي عن ابن عباس ومجاهد وعطاء والكلبي: نزلت الأنعام بمكة إلا ثلاث آيات فإنها نزلت بالمدينة وهي من قوله تعالى: * (قل تعالوا) * إلى قوله: * (تتقون) * (الأنعام: 151، 153) وفي أخرى عن الكلبي: هي مكية إلا قوله: * (ما أنزل الله على بشر) * (الأنعام: 91) الآيتين، وقال قتادة: هما قوله تعالى: * (وما قدروا الله حق قدره) * الآية الأخرى: * (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) * (الأنعام: 141) وذكر ابن العربي أن قوله تعالى: * (قل لا أجد) * (المائدة : 145) نزلت بمكة يوم عرفة. وقال السخاوي نزلت بعد الحجر، وقبل: الصافات، وفي (كتاب الفضائل) لأبي القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي، قال: قال علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه سور الأنعام تدعى في ملكوت الله، وفي رواية تدعى في التوراة. المرضية، سمعت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من قرأها فقد انتهى، وفي الكتاب (الفائق في اللفظ الرائق) لأبي القاسم عبد المحسن القيسي قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الأنعام جملة ولم يقطعها بكلام غفر له ما أسلف من عمل لأنها نزلت جملة ومعها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين، لهم زجل بالتسبيح والأرض بهم ترتج)، وهي مائة وخمس وستون آية وثلاث آلاف واثنتان وخمسون كلمة واثنا عشر ألف حرف وأربعمائة واثنان وعشرون حرفا.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»