عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٢١٣
قال النووي: في معظم النسخ، ولمعظم الرواة يعني بالمعجمة، قال القرطبي: وهو المشهور، وهو خروج الصوت من الأنف بغنة وفي (التوضيح) وعند العذري بحاء مهملة، وممن ذكرها القاضي وصاحب (التحرير)، وذكر القزاز أنه قد يكون الحنين والخنين واحدا إلا أن الذي بالمهملة من الصدر وبالمعجمة من الأنف، وقال ابن سيده الحنين من بكاء النساء دون الانتحاب، وقيل: هو تردد البكاء حتى يصير في الصوت غنة، وقيل: هو رفع الصوت بالبكاء، وقيل: هو صوت يخرج من الأنف حتى يخن، والخنين أيضا الضحك إذا أظهره الإنسان فخرج خافيا. وقال في الحاء المهملة، الحنين الشديد من البكاء والطرب، وقيل: هو صوت الطرب كان ذلك عن حزن أو فرح، وقال الخطابي: الحنين بكاء دون الانتحاب. قلت: وأصله من حنين المرأة وهو نزاعها إلى ولدها وإن لم يكن لها صوت عند ذلك، وقال ابن فارس، وقد يكون حنينها صوتها، ويدل عليه ما جاء في الحديث من حنين الجذع قوله: (فقال رجل: من أبي) قال بعضهم: تقدم في العلم أنه عبد الله بن حذافة. قلت: فيه نظر لا يخفى لأن الذي في العلم من رواية شعيب عن الزهري عن أنس وهذا من رواية شعبة عن موسى بن أنس عن أنس فمن أين التعيين؟ على أن في رواية العسكري نزلت في قيس بن حذافة وفي رواية: خارجة بن حذافة، وكل هؤلاء صحابة.
رواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة أي: روى هذا الحديث النضر بن شميل، وروح بن عبادة عن شعبة بإسناده: أما رواية النضر فوصلها مسلم، قال: حدثنا محمود ابن غيلان ومحمد بن قدامة السلمي ويحيى بن محمد اللؤلؤي، وألفاظهم متقاربة. قال محمود: حدثنا النضر بن شميل، وقال الآخران أخبرنا النضر أخبرنا شعبة حدثنا موسى بن أنس عن أنس بن مالك. قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أصحابه شيء، فخطب فقال: عرضت علي الجنة والنار الحديث، وفي آخره. فنزلت هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) * (المائدة: 101) وأما رواية روح بن عبادة فوصلها البخاري في كتاب الاعتصام، ورواها مسلم أيضا. وقال: حدثنا محمد ابن معمر بن ربعي القيسي حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة. قال رجل: يا رسول الله، من أبي؟ قال: أبوك فلان، فنزلت: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) * الآية بتمامها.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»