عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٩١
مالك الأنصاري، وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي.
والحديث تقدم في الجهاد في: باب إذا نزل العدو على حكم رجل، فإنه أخرجه هناك عن سليمان بن حرب عن شعبة... إلى آخره.
قوله: (نزل أهل قريظة على حكم سعد)، سيأتي بيان ذلك في الحديث الذي يليه، وفي رواية محمد بن صالح بن دينار التمار المدني: حكم أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى. قوله: (فلما دنا) أي: قرب (من المسجد) قيل: المراد به المسجد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أعده للصلاة فيه في ديار بني قريظة أيام حصارهم، وفي كلام ابن إسحاق ما يدل أنه كان مقيما في مسجد المدينة حتى بعث إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم ليحكم في بني قريظة، وفيه: فلما خرج إلى بني قريظة كان سعد في مسجد المدينة، والقول الأول أصح. قوله: (إلى سيدكم) أراد أفضلكم رجلا وسيد القوم هو رئيسهم والقائم بأمرهم، وفي (مسند أحمد)، من حديث عائشة: فلما طلع، يعني: سعدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، فقال عمر: السيد الله، معناه هو الذي تحق له السيادة، كأنه كره أن يحمد في وجهه، وأحب التواضع. قوله: (أو خيركم)، شك من الراوي. قوله: (وربما قال بحكم الملك) بكسر اللام، وقال الكرماني: وبفتح اللام جبريل، عليه السلام، الذي ينزل بالأحكام والشك فيه من أحد الرواة أي: اللفظتين، قال: وفي رواية محمد بن صالح المذكور آنفا: لقد حكمت اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات، وفي رواية ابن إسحاق من مرسل علقمة بن وقاص: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة، والأرقعة بالقاف جمع رقيع، وهو من أسماء السماء، قيل: سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم.
158 - (حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب النبي خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم قال النبي فأين فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات منها رضي الله عنه) مطابقته للترجمة ظاهرة وزكريا بن يحيى بن صالح البلخي الحافظ الفقيه وهو من أفراده وهشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام والحديث مر في الصلاة في باب الخيمة في المسجد للمرضى فإنه أخرجه هناك بأخصر منه بعين هذا الإسناد عن زكريا بن يحيى إلى آخره قوله ' أصيب سعد ' وهو سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأوسي الأشهلي قوله ' حبان ' بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة ابن العرقة بفتح العين المهملة وكسر الراء وبالقاف والعرقة أمه وهي بنت سعيد بن سعد بن سهم وأبوه قيس من بني معيص بن عامر بن لؤي وفي بعض النسخ وهو حبان بن قيس
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»