وفي السير ولما مات أتى جبريل عليه السلام معتجرا بعمامة من إستبرق فقال يا محمد من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش فقام سريعا يجر ثوبه إليه فوجده قد مات ولما حملوا نعشه وجدوا له خفة فقال إن له حملة غيركم وقال ابن عائذ لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعدا ما وطئوا الأرض إلا يومهم هذا * - 4123 حدثنا الحجاج بن منهال أخبرنا شعبة قال أخبرني عدي أنه سمع البراء رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان يوم قريظة اهجهم أو هاجهم وجبريل معك.
مطابقته للترجمة من حيث إن هجو حسان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم كان للمشركين يوم بني قريظة، تدل عليه رواية إبراهيم بن طهمان التي تأتي الآن، وعدي هو ابن ثابت الأنصاري الكوفي، والحديث مضى في كتاب بدء الخلق في: باب ذكر الملائكة، فإنه أخرجه هناك عن حفص بن عمر عن شعبة إلخ.
قوله: (أهجهم) أمر من الهجو، وهو خلاف المدح، يقال: هجوته هجوا وهجاء وتهجاء. قوله: (أوهاجهم)، شك من الراوي، وهو أمر من المهاجاة من باب المفاعلة الدال على الاشتراك في الهجو، والضمير المنصوب فيه يرجع إلى المشركين بدلالة القرينة، والواو في (جبريل) للحال، وقد مر الكلام فيه هناك.
4124 وزاد إبراهيم بن طهمان عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت اهج المشركين فإن جبريل معك.
أي: زاد إبراهيم بن طهمان الهروي أبو سعيد في الحديث المذكور عن أبي إسحاق بن سليمان الشيباني عن عدي بن ثابت.. الخ، وقد وصل هذه الزيادة النسائي عن حميد بن مسعدة عن سفيان بن حبيب عن شعبة عن عدي بن ثابت، والزيادة هي تعيينه أن الأمر لحسان بذلك وقع يوم قريظة.
32 ((باب غزوة ذات الرقاع)) أي: هذا باب في بيان غزوة ذات الرقاع، بكسر الراء وبالقاف وبالعين المهملة: سميت بذلك لأنهم رقعوا فيها راياتهم، وقيل: لأن أقدامهم نقبت فكانوا يلقون الخرق، وقيل: كانوا يلقون الخرق في الخر وقيل: سميت بذلك لشجرة هناك تسمى: ذات الرقاع، وقال الواقدي: سميت بذلك لجبل فيه بقع حمر وبيض وسود، وقال ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهري ربيع وبعض جمادى، ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر، وقال ابن هشام: ويقال: عثمان بن عفان، ثم سار حتى نزل نجدا وهي غزوة ذات الرقاع، فلقي بها جمعا من غطفان فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب، وقد أخاف الله الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، والحاصل أن غزوة ذات الرقاع عند ابن إسحاق كانت بعد بني النضير وقبل الخندق سنة أربع، وعند ابن سعد وابن حبان: أنها كانت في المحرم سنة خمس، ومال البخاري إلى أنها كانت بعد خيبر على ما سيأتي، واستدل على ذلك بأن أبا موسى الأشعري شهدها، وقدومه إنما كان ليالي خيبر صحبة جعفر وأصحابه، ومع هذا ذكرها البخاري قبل خيبر، والظاهر أن ذلك من الرواة، وقال الواقدي: خرج إليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة، وقيل: سبعمائة، وعند البيهقي: ثمانمائة، وقال ابن سعد: على رأس تسعة وأربعين شهرا من الهجرة وغاب خمس عشرة ليلة، وفي (المعجم الأوسط) للطبراني: عن إبراهيم بن المنذر قال محمد ابن طلحة: كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الأعاجيب.
وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان فنزل نخلا أي: غزوة ذات الرقاع هي غزوة محارب. قوله: (محارب خصفة) بإضافة محارب إلى خصفة للتمييز، لأن محارب في العرب جماعة، ومحارب هذا هو ابن خصفة، بالخاء المعجمة والصاد المهملة والفاء المفتوحات، وهو ابن قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر. قوله: (من بني ثعلبة)، ذكره بكلمة: من، يقتضي أن ثعلبة جد لمحارب، وليس كذلك، والصواب ما وقع عند ابن إسحاق وغيره