عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٩٤
محارب خصفة. وبني ثعلبة بواو العطف فإن غطفان هو ابن سعد بن قيس بن غيلان، فمحارب وغطفان ابنا عم، فكيف يكون الأعلى منسوبا إلى الأدنى؟ وفي رواية القابسي: خصفة بني ثعلبة، وقال الجياني: كلاهما وهم، والصواب: محارب خصفة وبني ثعلبة، بواو العطف كما ذكرناه، وقال الكرماني: محارب قبيلة من فهر. قلت: ليس كذلك لأن المحاربين هنا لا ينتسبون إلى فهر بل ينتسبون إلى خصفة، ولم يحرر هذا الموضع كما ينبغي. قوله: (فنزل) أي: النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (نخلا)، بفتح النون وسكون الخاء المعجمة: وهو موضع من المدينة على يومين وهو بواد يقال له: شدخ، بالشين المعجمة والدال المهملة والخاء المعجمة، وفيه طوائف من قيس من بني فزارة وأشجع وأنمار.
وهي بعد خيبر لأن أبا موساى جاء بعد خيبر أي: غزوة ذات الرقاع، إنما وقعت بعد غزوة خيبر، واستدل على ذلك بقوله: لأن أبا موسى الأشعري جاء بعد خيبر، وثبت أن أبا موسى شهد غزوة ذات الرقاع فلزم من ذلك وقوع غزوة ذات الرقاع بعد غزوة خيبر.
4125 قال أبو عبد الله وقال لي عبد الله بن رجاء أخبرنا عمران العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات الرقاع..
أبو عبد الله هو البخاري نفسه وليس في بعض النسخ، قال أبو عبد الله: وإنما المذكور في أكثر النسخ، وقال عبد الله بن رجاء: على أن لفظة: لي، في رواية أبي ذر فقط، وعبد الله بن رجاء ضد الخوف الفداني البصري سمع منه البخاري، وأما عبد الله بن رجاء المكي فلم يدركه البخاري وعمران هو ابن داود القطان وفي آخره نون: البصري، ولم يحتج به البخاري إلا استشهادا، وهذا التعليق وصله أبو العباس السراج في مسنده المبوب، فقال: حدثنا جعفر بن هاشم حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن يحيى بن حسان عن معاوية بن سلام ثلاثتهم عن يحيى عنه به، وأعاده عن أبي بكر في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: (صلى بأصحابه في الخوف)، أي: في حالة الخوف، وفي رواية السراج: أربع ركعات، صلى بهم ركعتين ثم ذهبوا، ثم جاء أولئك فصلى بهم ركعتين. قوله: (في غزوة السابعة)، قال بعضهم: هو من أضافة الشيء إلى نفسه على رأي. قلت: كان ينبغي أن يقال: هو من إضافة الشيء إلى نفسه بتأويل، وهو أن يقال: غزوة السفرة السابعة، وقال الكرماني وغيره: تقديره غزوة السنة السابعة من الهجرة، وهذا التقدير غير صحيح، لأنه يلزم منه أن تكون غزوة الرقاع بعد خيبر، وليس كذلك كما ذكرنا مع أنه قال في الغزوة السابعة بالألف واللام في الغزوة، ثم قال: ويروى غزوة السابعة، ثم فسرها بما ذكرنا عنه الآن، والغزوات التي وقع فيها القتال: بدر وأحد والخندق وقريظة والمريسيع وخيبر، فعلى ما ذكره يلزم أن تكون ذات الرقاع بعد خيبر للتنصيص على أنها السابعة. قوله: (غزوة ذات الرقاع)، بالجر على أنه عطف بيان أو بدل.
وقال ابن عباس صلى النبي صلى الله عليه وسلم الخوف بذي قرد أي: قال عبد الله بن عباس، صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قرد، بفتح القاف والراء، وهو موضع على نحو يوم من المدينة مما يلي بلاد غطفان، وهذا التعليق وصله النسائي والطبراني من طريق أبي بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم صلى بذي قرد صلاة الخوف، وقد مر في أبواب صلاة الخوف عن ابن عباس صورة صلاة الخوف، ولكن لم يذكر فيه: بذي قرد.
4126 وقال بكر بن سوادة حدثني زياد بن نافع عن أبي موساى أن جابرا حدثهم صلى النبي صلى الله عليه وسلم بهم يوم محارب وثعلبة..
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»