فقلت: يا رسول الله! أعلمه؟ قال: أعلمه، فإذا أبو بكر. فقلت: أبشر بالجنة وبالخلافة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ثم جاء آت فقال: يا أنس إفتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد أبي بكر. قلت: أعلمه؟ قال: نعم. قال: فخرجت فإذا عمر، رضي الله تعالى عنه، فبشرته. ثم جاء آت فقال: يا أنس! إفتح له وبشره بالجنة وبشره بالخلافة من بعد عمر، وإنه مقتول، قال: فخرجت فإذا عثمان، قال: فدخل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا إني والله ما نسيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيد بايعتك، قال: هو ذاك، رواه أبو يعلى الموصلي من حديث المختار بن فلفل عن أنس، وقال: هذا حديث حسن.
4 ((باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم)) أي: هذا باب في بيان فضل أبي بكر، رضي الله تعالى عنه، بعد فضل النبي صلى الله عليه وسلم. وليس المراد البعدية الزمانية، لأن فضل أبي بكر كان ثابتا في حياته صلى الله عليه وسلم.
5563 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا سليمان عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهم. (الحديث 5563 طرفه في: 7963).
مطابقته للترجمة من حيث إن فضل أبي بكر ثبت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، بعد فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد العزيز بن عبد الله بن يحيى أبو القاسم القرشي العامري الأويسي المديني، وهو من أفراده، وسليمان هو ابن بلال أبو أيوب القرشي التميمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
والحديث من أفراده، ورجال إسناده كلهم مدنيون.
قوله: (نخير) أي: كنا نقول: فلان خير من فلان، وفلان خير من فلان، في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعده. كنا نقول: أبو بكر خير الناس، ثم عمر ثم عثمان، وفي رواية عبيد الله بن عمر عن نافع الآتية في مناقب عثمان: كنا لا نعدل بأبي بكر أي: لا نجعل له مثلا. وفي رواية الترمذي: (كنا نقول ورسول الله، صلى الله عليه وسلم حي أبو بكر وعمر وعثمان)، وقال: حديث صحيح غريب، ورواه الطبراني بلفظ: (كنا نقول، ورسول الله، صلى الله عليه وسلم حي أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر وعثمان، يسمع ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم فلا ينكره)، وعلى هذا أهل السنة والجماعة.
5 ((باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا قاله أبو سعيد)) أي: هذا باب في بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم، وأشار بهذا إلى حديث أبي سعيد الخدري الذي سبق قبل باب، فراجع إليه.
6563 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي.
مطابقته للترجمة ظاهرة. ومسلم بن إبراهيم الأزدي القصاب البصري، ووهيب تصغير وهب بن خالد البصري، وأيوب هو السختياني.
قوله: (لاتخذت أبا بكر)، عدم اتخاذه أبا بكر خليلا لعدم اتخاذه خليلا من الناس، فهذا الحديث وغيره دل على نفي الخلة من النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من الناس. فإن قلت: أخرج أبو الحسن الحربي في (فوائده): عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه، قال: إن أحدث عهدي بنبيكم قبل موته بخمس، دخلت عليه وهو يقول: (إنه لم يكن نبي إلا وقد اتخذ من أمته خليلا، وإن خليلي أبو بكر ألا وإن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا. فإن قلت: هذا لا يقاوم الذي في (الصحيح) ولا يعارضه، على أنه يعارضه ما رواه مسلم من حديث جندب: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بخمس: (إني أبرأ إلى الله تعالى أن يكون لي منكم خليل). فإن قلت: إن ثبت حديث أبي بن كعب، فما التوفيق بينه وبين حديث جندب؟ قلت: يحمل على أنه بريء من ذلك تواضعا