عمدة القاري - العيني - ج ١٠ - الصفحة ٢٦٩
في (مسنده) عنه، قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان، فقال: يا أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه وجعل قيام ليله تطوعا، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وهو شهر يزاد رزق المؤمن فيه، من فطر صائما كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه، قيل: يا رسول الله! ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم! قال: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن أشبع صائما كان له مغفرة لذنوبه، وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا. وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ومن خفف عن مملوكه فيه أعتقه الله من النار)، ولا يصح إسناده، وفي سنده إياس. قال شيخنا: الظاهر أنه ابن أبي إياس، قال صاحب (الميزان) إياس بن أبي إياس عن سعيد بن المسيب لا يعرف، والخبر منكر.
ومنها: حديث أنس، أخرجه النسائي من طريق محمد بن إسحاق. قال: ذكر محمد بن مسلم عن أويس ابن أبي أويس عديد بني تيم، (عن أنس، رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: هذا رمضان قد جاءكم تفتح فهي أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتسلسل فيه الشياطين). قال النسائي: هذا حديث خطأ، وأخرجه الطبراني في الأوسط من رواية الفضل بن عيسى الرقاشي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه الشياطين، بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له إذا لم يغفر له فيه فمتى؟) والفضل بن عيسى منكر الحديث، قاله أبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن معين: رجل سوء. ولأنس: حديث آخر رواه العقيلي في (الضعفاء) قال: حدثنا جبريل بن عيسى المغربي حدثنا يحيى بن سليمان القرشي حدثنا أبو معمر عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الله تبارك وتعالى رضوان خازن الجنة، يقول: يا رضوان! فيقول: لبيك سيدي وسعديك! فيقول: زين الجنان للصائمين والقائمين من أمة محمد، ثم لا نغلقها حتى ينقضي شهرهم). فذكر حديثا طويلا جدا منكرا، وعباد ابن عبد الصمد منكر الحديث، قاله البخاري وأبو حاتم، وقال ابن الجوزي في (العلل المتناهية) ويحيى بن سليمان مجهول.
ومنها: حديث عبادة بن الصامت، رضي الله تعالى عنه، رواه الطبراني بلفظ: (إن رسول الله قال يوما، وحضر رمضان: أتاكم رمضان شهر بركة يغيثكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل). وفي إسناده محمد بن أبي قيس يحتاج إلى الكشف.
ومنها: حديث ابن عباس، رواه الطبراني من رواية نافع بن هرمز عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل الملائكة؟ جبريل، عليه السلام، وأفضل النبيين؟ آدم عليه السلام، وأفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشهور شهر رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل النساء مريم بنت عمران عليها السلام)، ونافع بن هرمز ضعيف. ولابن عباس حديث آخر رواه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) من رواية القاسم بن الحكم العرني عن الضحاك: (عن ابن عباس: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش، يقال لها: المثيرة فيصطفق ورق أشجار الجنة وحلق المصاريع). فذكر حديثا طويلا منكرا، والقاسم بن الحكم مجهول، قاله أبو حاتم، وقال: يحيى ابن سعيد الضحاك عندنا ضعيف.
ومنها: حديث ابن عمر، رواه الطبراني من رواية الوليد بن الوليد القلانسي عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول المقبل، فإذا كان أول ليلة من رمضان هبت ريح من تحت العرش...) الحديث، والوليد بن الوليد ضعفه الدارقطني وغيره، ووثقه أبو حاتم بقوله: صدوق.
ومنها: حديث عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، رواه الطبراني في (الأوسط) بلفظ: (ذاكر الله في رمضان مغفور له، وسائل الله فيه لا يخيب)، وفي إسناده: هلال بن عبد الرحمن، ضعفه العقيلي، بقوله:
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»