عمدة القاري - العيني - ج ١٠ - الصفحة ٢٦٦
ولرمضان ناتق، ولشوال وعل، ولذي القعدة، ورنة، ولذي الحجة برك، وفي (الغريبين): هو مأخوذ من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش، وفي (المغيث) اشتقاقه من: رمضت النصل أرمضه رمضا إذا جعلته بين حجرين ودققته ليرق، سمي به لأنه شهر مشقة، ليذكر صائموه ما يقاسي أهل النار فيها، وقيل: من رمضت في المكان يعني: احتبست، لأن الصائم يحتبس عما نهى عنه، و: فعلان، لا يكاد يوجد من باب فعل، وهو في باب فعل بالفتح كثير، وقال ابن خالويه: تقول العرب، جاء فلان يغدو رمضا ورمضا وترميضا ورمضانا إذا كان قلقا فزعا. وفي (المحكم): جمعه رمضانات ورماضين وأرمضة وأرمض، عن بعض أهل اللغة، وليس يثبت في (الصحاح): يجمع على أرمضاء، وفي (العلم): المشهور لأبي الخطاب: ويجمع أيضا على رماض، وهو القياس، وأراميض ورماض. قوله: (أو شهر رمضان)، الشهر عدد وجمعه أشهر وشهور، ذكره في (الموعب). وفي (المحكم): الشهر القمر سمي بذلك لشهرته وظهوره، وسمي الشهر بذلك لأنه يشهر بالقمر، وفيه علامة ابتدائه وانتهائه. ويقال: شهر وشهر. والتسكين أكثر.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان هذا التعليق وصله البخاري في الباب الذي يليه، وقد ذكر هذه القطعة منه لصحة قول من يقول: رمضان بغير، قيد شهر.
وقال لا تقدموا رمضان أي: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تقدموا رمضان، وهذا التعليق وصله البخاري من حديث أبي هريرة على ما سيأتي، وذكر هذه القطعة منه أيضا لما ذكرنا.
8981 حدثنا قتيبة قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة.
مطابقته للترجمة من حيث إنه جاء في الحديث (إذا جاء رمضان) من غير ذكر: شهر، وهذا الحديث يفسر الإبهام الذي في الترجمة.
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: قتيبة بن سعيد. الثاني: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير أبو إبراهيم الأنصاري، مولى زريق المؤدب. الثالث: أبو سهيل واسمه نافع بن مالك بن أبي عامر عمرو بن الحارث بن غيمان، بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف: الأصبحي، عم أنس بن مالك. والرابع: أبو مالك بن أبي عامر، تابعي كبير أدرك عمر، رضي الله تعالى عنه. الخامس: أبو هريرة.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: أن شيخه بلخي والبقية مدنيون.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري أيضا في الصوم وفي صفة إبليس وفي موضع آخر عن يحيى بن بكير عن الليث، وأخرجه مسلم في الصوم عن قتيبة ويحيى بن أيوب وعلي بن حجر، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر به وعن حرملة بن يحيى وعن محمد بن الحاتم وحسن الحلواني. وأخرجه النسائي فيه عن علي بن حجر به وعن الربيع بن سليمان وعن عبيد الله بن سعد عن عمه يعقوب بن إبراهيم عن سعد به وعن إبراهيم بن يعقوب وعن محمد بن خالد بن علي وعن عبد الله بن سعد عن عمه يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن إسحاق.
ذكر معناه: قوله: (فتحت)، روي بتشديد التاء وتخفيفها، كذا أخرجه مختصرا، وقد أخرجه مسلم بتمامه، وقال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر، قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)، ثم المراد من فتح أبواب الجنة حقيقة الفتح، وذهب بعضهم إلى أن المراد بفتح أبواب الجنة كثرة الطاعات في شهر رمضان، فإنها موصلة إلى الجنة، فكني بها عن ذلك، ويقال: المراد به ما فتح الله على العباد فيه من الأعمال المستوجبة بها إلى الجنة من الصيام والصلاة والتلاوة، وأن الطريق إلى الجنة في رمضان سهل، والأعمال فيه أسرع إلى القبول.
9981 حدثني يحيعى بن بكير قال حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني ابن
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»