عمدة القاري - العيني - ج ٨ - الصفحة ٢٠١
0731 حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة بهاذا وزاد * (يثبت الله الذين آمنوا) * (إبراهيم: 72). نزلت في عذاب القبر.
هذا طريق آخر للبخاري في الحديث المذكور، أخرجه عن محمد بن بشار عن غندر هو محمد بن جعفر، وقد مر غير مرة، وفيه زيادة أشار إليها بقوله: وزاد.. إلى آخره، وبهذه الزيادة أخرجه مسلم: حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة (عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: * (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) * (إبراهيم: 72). قال: نزلت في عذاب القبر).
0731 حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح قال حدثني نافع أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أخبره قال اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال * (وجدتم ما وعد ربكم حقا) * (الأعراف: 44). فقيل له أتدعو أمواتا فقال ما أنتم بأسمع منهم ولاكن لا يجيبون.
مطابقته للترجمة من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم شاهد أهل القليب، قليب بدر، وهم يعذبون فلذلك قال: * (وجدتم ما وعد ربكم حقا) * (الأعراف: 44). يعني: من العذاب في القبر قبل يوم القيامة.
ذكر رجاله: وهم ستة: الأول: علي بن عبد الله المعروف بابن المديني. الثاني: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري. الثالث: أبوه إبراهيم بن سعد. الرابع: صالح بن كيسان أبو محمد. الخامس: نافع مولى ابن عمر. السادس: عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنهم.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين وبصيغة الإفراد في موضعين. وفيه: الإخبار بصيغة الإفراد في موضع. وفيه: العنعنة في موضع. وفيه: أن رواته مدنيون. وفيه: رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي فإن صالحا رأى عبد الله بن عمر، قاله الواقدي، وقال: مات: بعد الأربعين والمائة.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في المغازي: حدثني عثمان حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما، قال: (وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر، فقال: هل * (وجدتم ما وعد ربكم حقا...) * (الأعراف: 44). الحديث. وأخرجه مسلم في الجنائز عن أبي كريب وأبي بكر ابن أبي شيبة وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن آدم.
ذكر معناه: قوله: (إطلع) أي: شاهد أهل القليب، وحضر عندهم وهم: أبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة واطلع عليه وهم مقتولون فقال ما قال، ثم أمرهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر، والقليب، بفتح القاف وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره باء موحدة: وهو البئر قبل أن يطوى، يذكر ويؤنث، وقال أبو عبيد: هي البئر العادية القديمة وجمع القلة: أقلبة، والكثير: قلب، بضمتين والمراد به ههنا: قليب بدر، وبينه في الحديث بقوله: (قليب بدر) بالجر لأنه بدل عن قوله: (أهل القليب). قوله: (وهم يعذبون) جملة حالية، ولما رآهم وهم يعذبون قال صلى الله عليه وسلم: (وجدتم ما وعد ربكم حقا) * (الأعراف: 44). قوله: (فقيل له) أي: للنبي صلى الله عليه وسلم، والقائل هو عمر، رضي الله تعالى عنه، وصرح به في رواية مسلم في رواية أنس، رضي الله تعالى عنه، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: يا أبا جهل ابن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فسمع عمر، رضي الله تعالى عنه، قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر). قوله (ولكن لا يجيبون) أي لا يقدرون على الجواب فعلم أن في القبر حياة فيصلح العذاب فيه 1731 حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق وقد
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»