عمدة القاري - العيني - ج ٨ - الصفحة ٣١٣
6441 حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي الله تعالى عنها قالت بعث إلي نسيبة الأنصارية بشاة فأرسلت إلى عائشة رضي الله تعالى عنها منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندكم شيء فقلت لا إلا ما أرسلت به نسيبة من تلك الشاة فقال هات فقد بلغت محلها.
مطابقته للترجمة من حيث إن لها جزآن: أحدهما: مقدار كم يعطي؟ والآخر: ومن أعطى شاة؟ فمطابقته للجزء الأول في إرسال نسيبة إلى عائشة من تلك الشاة التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم إليها من الصدقة، على ما صرح به مسلم على ما نذكره في موضعه، إن شاء الله تعالى، وهو مقدار منها. ومطابقته للجزء الثاني في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إليها من الصدقة بشاة كاملة.
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: أحمد بن يونس، وهو أحمد بن عبد الله بن يونس أبو عبد الله التميمي اليربوعي. الثاني: أبو شهاب، واسمه: عبد ربه بن نافع الحناط، بالنون: صاحب الطعام. الثالث: خالد بن مهران الحذاء. الرابع: حفصة بنت أخت محمد بن سيرين. الخامس: أم عطية، بفتح العين المهملة، واسمها: نسيبة، بضم النون وفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة، وقد مرت في: باب التيمن في الوضوء.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: أن شيخه كوفي وأن أبا شهاب مدائني وأن خالدا بصري وأن حفصة وأم عطية مدنيتان. وفيه: رواية التابعية عن الصحابية. وفيه: أن شيخه ذكر بنسبته إلى جده.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الزكاة عن علي بن عبد الله، وفي الهبة عن محمد بن مقاتل، وأخرجه مسلم في الزكاة عن زهير بن حرب.
ذكر معناه: قوله: (بعث إلى نسيبة الأنصارية) بعث، على صيغة المجهول، والباعث هو النبي صلى الله عليه وسلم على ما في (صحيح مسلم) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن حفصة عن أم عطية، قالت: بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة من الصدقة، فبعثت إلى عائشة منها بشيء، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، فقال: هل عندكم شيء؟ فقالت: لا إلا أن نسيبة بعثت إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها. قال: إنها بلغت محلها). وكان مقتضى هذا أن يقول في رواية البخاري: بعث إلي، بلفظ ضمير المتكلم المجرور، لكن وضع الظاهر موضع المضمر، إما على سبيل الالتفات، وإما على سبيل التجريد من نفسها شخصا اسمه نسيبة. قوله: (إلى نسيبة)، بالفتح في آخره لأنه غير منصرف للعلمية والتأنيث، وقوله: (الأنصارية)، بالجر لأنه صفته. قوله: (فأرسلت)، يحتمل أن يكون متكلما، وأن يكون غائبا وكلاهما صحيح، لكن الرواية بالغيبة. (منها) أي: من تلك الشاة. قوله: (عندكم شيء؟) أي: هل عندكم شيء كما صرح به في رواية مسلم. قوله: (هات) أصله: هاتي، لأنه أمر للمؤنث، ولكن حذفت الياء منه تخفيفا. قال الخليل: أصل: هات، آت من آتى يؤتي، فقلبت الألف هاء. قوله: (فقد بلغت محلها)، بكسر الحاء أي: موضع الحلول والاستقرار، يعني أنه قد حصل المقصود منها من ثواب التصدق، ثم صارت ملكا لمن وصلت إليه، وقال ابن الجوزي: هذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم في بريرة: (هو عليها صدقة، وهو لنا هدية).
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313