عمدة القاري - العيني - ج ٢ - الصفحة ٢٥٢
يمضي على المخيل أي على ما خيلت أي شبهت يعني على غرر من غير تعين وخيل إليه أنه كذا على ما لم يسم فاعله من التخييل والوهم قال الله تعالى * (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) * قوله لا ينفتل بالفاء واللام من الانفتال وهو الانصراف يقال فتله فانفتل أي صرفه فانصرف وهو قلب لفت (بيان الإعراب) قوله شكى جملة في محل الرفع على أنها خبر أن وهو صيغة المعلوم والضمير فيه يرجع إلى عبد الله بن زيد عم عباد لأنه هو الشاكي وقوله الرجل بالنصب مفعوله وضبطه النووي في شرح مسلم رواية مسلم عن عمه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه الحديث فقال شكى بضم الشين وكسر الكاف والرجل مرفوع ثم قال ولم يسم هنا الشاكي وجاء في رواية البخاري أنه عبد الله بن زيد الراوي قال ولا ينبغي أن يتوهم من هذا أن شكى بفتح الشين والكاف ويجعل الشاكي عمه المذكور فإن هذا الوهم غلط قلت دعوى الغلط غلط بل يجوز الوجهان شكى بصيغة المعلوم والشاكي هو عبد الله بن زيد والرجل حينئذ بالنصب مفعوله وشكى بصيغة المجهول والشاكي غير معلوم والرجل حينئذ بالرفع على أنه مفعول ناب عن الفاعل وقال الكرماني الرجل هو فاعل شكى وهو غلط لا يخفى قوله الذي يخيل إليه موصول مع صلته صفة في محل الرفع أو النصب على تقدير الوجهين في الرجل وفي بعض النسخ الرجل يخيل إليه بدون الذي وقال الكرماني ويحتمل أن يكون الذي يخيل مفعول شكى قلت هذا الاحتمال بعيد قوله أنه يجد الشيء أن مع اسمها وخبرها مفعول لقوله يخيل ناب عن الفاعل وقوله يجد في محل الرفع لأنه خبر أن وقوله الشيء بالنصب لأنه مفعول يجد قوله فقال أي رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله لا ينفتل قال الكرماني روى مرفوعا بأنه نفى ومجزوما بأنه نهى قوله حتى للغاية بمعنى إلى أن يسمع ويسمع بالنصب بتقدير أن الناصبة قوله أو يجد بالنصب أيضا لأنه عطف على ما قبله من المنصوب (بيان المعاني) قوله يجد الشيء أي خارجا من الدبر قوله أو لا ينصرف كلمة أو للشك من الراوي قال الكرماني والظاهر أنه من عبد الله بن زيد قلت يجوز أن يكون ممن دونه من الرواة ووقع في كتاب الخطابي ولا ينصرف بحذف الهمزة وفي رواية للبخاري لا ينصرف من غير شك قوله حتى يسمع صوتا أي من الدبر قوله أو يجد ريحا أي من الدبر أيضا وكلمة أو للتنويع قال الإسماعيلي هذا من رسول الله عليه الصلاة والسلام فيمن شك في خروج ريح منه لا نفي الوضوء إلا من سماع صوت أو وجدان ريح وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم الشيطان فقال إنك أحدثت فليقل كذبت إلا ما وجد ريحا بأنفه أو سمع صوتا بأذنه وفي مسند أحمد من حديث أبي سعيد أيضا أن الشيطان ليأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيمدها فيرى أنه أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وقال ابن خزيمة قوله فليقل كذبت أراد فليقل كذبت بضميره لا بنطق بلسانه إذ المصلي غير جائز له أن يقول كذبت نطقا قلت ويؤيد ما قاله ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد أيضا مرفوعا إذا جاء أحدكم الشيطان فقال إنك قد أحدثت فليقل في نفسه كذبت وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة يرفعه إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد وفي رواية الترمذي فوجد ريحا بين النتنة وفي علل ابن أبي حاتم فوجد ريحا من نفسه وفي كتاب الطهور لأبي عبيد القاسم بن سلام يجد الشيء في مقعدته قال لا يتوضأ إلا أن يجد ريحا يعرفها أو صوتا يسمعه وروى ابن ماجة بسند فيه ضعف عن محمد بن عمرو بن عطاء قال رأيت السائب بن يزيد يشم ثوبه فقلت مم ذلك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا وضوء إلا من ريح أو سماع وروى أبو داود من حديث علي بن طلق يرفعه إذا نسي أحدكم فليتوضأ قال مهنى قال أبو عبيد الله عاصم الأحول يخطئ في هذا الحديث يقول علي بن طلق وإنما هو طلق بن علي وأبى ذلك البخاري فقال فيما ذكره أبو عيسى عنه في العلل وذكر حديث علي بن طلق هذا بلفظ جاء أعرابي إلى النبي عليه الصلاة والسلامفقال إنا نكون بالبادية فيكون من أحدنا الرويحة فقال إن الله تعالى لا يستحي من الحق إذ فسى أحدكم فليتوضأ فقال لا أعرف
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»