عمدة القاري - العيني - ج ٢ - الصفحة ٢٥٥
سفيان ببعضه وأخرجه البخاري أيضا في كتاب العلم عن آدم عن شعبة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقد ذكرناه هناك ومن أخرجه أيضا بهذا الطريق وأخرجه البخاري أيضا في مواضع من الصحيح عن عطاء بن أبي رباح وأبي جمرة وطاوس وغيرهم عن ابن عباس (بيان اللغات) قوله نفخ بالخاء المعجمة أي من خيشومه وهو المعبر عنه بالغطيط قوله بت بكسر الباء الموحدة من بات يبيت ويبات بيتوتة قوله من شن بفتح الشين المعجمة وتشديد النون وهو القربة الخلق وكذلك الشنة وكأنها صغيرة والجمع أشنان ويقال الشن القربة التي قربت للبلى قوله فآذنه بالمد أي أعلمه من الإيذان وهو الإعلام.
(بيان الإعراب) قوله نام جملة في محل الرفع لأنها خبر أن قوله حتى نفخ بمعنى إلى أن نفخ قوله وربما أصله للتقليل وقد تستعمل للتكثير وههنا يحتمل الأمرين قوله ثم حدثنا بفتح الثاء جملة من الفعل والمفعول وقوله سفيان بالرفع فاعله قوله مرة نصب على أنه صفة لمصدر محذوف أي تحديثا مرة وقوله بعد مرة كلام إضافي صفة لقوله مرة قوله ميمونة لا ينصرف للعلمية والتأنيث وهو في موضع الجر لأنه عطف بيان عن قوله خالتي وهو مجرور بالإضافة قوله ليلة نصب على الظرف قوله فقام النبي عليه الصلاة والسلام من الليل كلمة من هنا للابتداء والمعنى قام مبتدئا من الليل أو التقدير قام من مضى زمن من الليل هذا على رواية الأكثرين قوله فقام بالقاف من القيام وأما على رواية ابن السكن فنام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل بالنون من النوم فكذلك للابتداء ويجوز أن يكون بمعنى في كما في قوله تعالى * (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) * أي في يوم الجمعة والمعنى فنام في بعض الليل كما جاء في الرواية الأخرى فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل وقال القاضي عياض وآخرون أن رواية ابن السكن هي الصواب لأن بعده فلما كان في بعض الليل قام فتوضأ وقال بعضهم لا ينبغي الجزم بخطئها لأن توجيهها ظاهر وهو أن الفاء في قوله فلما تفصيلية فالجملة الثانية وإن كان مضمونها مضمون الأولى لكن المغايرة بينهما بالإجمال والتفصيل قلت الصواب ما استصوبه القاضي وتوجيه هذا القائل غير موجه لأنه ليس في مضمون الجملة الأولى إجمال ولا في مضمون الثانية تفصيل بل مضمون الجملة الأولى إخبار عن نوم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في بعض الليل ومضمون الجملة الثانية إخبار عن قيامه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في بعض الليل فإن أراد هذا القائل إجمال ما في قوله من الليل فكذلك الإجمال موجود في قوله في بعض الليل فكيف تكون الثانية تفصيلا للأولى فإذا تحقق هذا يلزم من رواية فقام بالقاف التكرار في الكلام من غير فائدة وعلى رواية فنام بالنون يسلم التركيب من هذا على ما لا يخفى فعلى هذا تكون الفاء في قوله فلما كان للعطف المحض لا كما قاله هذا القائل أنها تفصيلية وقال الكرماني قوله فلما كان أي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعه بعضهم في شرحه على هذا التفسير قلت التركيب يسمح بهذا التفسير لا يخفى ذلك على من له ذوق والأحسن أن يقال التقدير فلما كان بعض الليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قلت فعلى هذا تكون كلمة في زائدة وهل جاء زيادتها في الكلام قلت نعم أجاز ذلك بعضهم حتى قال التقدير في قوله تعالى * (وقال اركبوا فيها) * وقال اركبوها ويؤيد ما ذكرناه ما رواه الكشميهني فلما كان من بعض الليل بكلمة من عوض كلمة في ولا شك أن من على هذه الرواية زائدة وكل منهما يأتي بمعنى الآخر كما ثبت في موضعه ثم اعلم أن كان ههنا تامة بمعنى وجد وقوله قام رسول الله صلى الله عليه وسلم جواب لما وقوله فتوضأ عطف عليه قوله معلق بالجر صفة لقوله شن على تأويل الشن بالجلد وفي رواية معلقة بالتأنيث على ما يأتي بعد أبواب على تأويل الشن بالقربة قوله وضوأ نصب على المصدرية وقوله خفيفا صفته قوله يخففه عمرو جملة من الفعل والمفعول والفاعل ويقلله جملة مثلها عطف عليها فإن قلت ما محلها من الإعراب قلت النصب على أنهما صفتان لقوله خفيفا قوله وقام عطف على قوله فتوضأ قوله يصلي جملة في محل النصب على الحال من الضمير الذي في قام قوله فتوضأت عطف على قوله فتوضأ قوله نحوا نصب على أنه صفة لمصدر محذوف أي توضأ نحوا وكلمة ما في قوله مما توضأ يجوز أن تكون موصولة وأن تكون مصدرية وبقية الإعراب ظاهرة *
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»