مطابقة الحديث للترجمة في قوله لا ينفتل إلى آخره لأنه يفهم منه ترك الوضوء من الشك حتى يستيقن وهو معنى قوله حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا.
(بيان رجاله) وهم ستة * الأول علي بن عبد الله المشهور بابن المديني وقد مر * الثاني سفيان بن عيينة وقد مر غير مرة * الثالث محمد بن مسلم الزهري كذلك * الرابع سعيد بن المسيب بفتح الياء وقد تقدم * الخامس عباد بفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة ابن تميم بن زيد بن عاصم الأنصاري المدني وقال أعي يوم الخندق وأنا ابن خمس سنين فينبغي إذا أن يعد في الصحابة وقال ابن الأثير وغيره أنه تابعي لا صحابي وهذا هو المشهور وليس في الصحابة من يسمى عباد بن تميم سواه على قول من يعده صحابيا وممن عده من الصحابة الذهبي ووقع في بعض نسخ ابن ماجة رواية عباد عن أبيه عن عمه حديث الاستسقاء وتبعه ابن عساكر والصواب عن عبد الله بن أبي بكر قال سمعت عباد بن تميم يحدث عن أبيه عن عمه وعباد بالضبط المذكور يشتبه بعباد بضم العين وتخفيف الباء وهو والد قيس وغيره وبعباد بكسر العين وتخفيف الباء وبعياذ بكسر العين وتخفيف الياء آخر الحروف والذال المعجمة وبعناد بكسر العين وتخفيف النون وبالدال المهملة * السادس عم عباد المذكور وهو عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبدول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني من بني مازن ابن النجار المدني له ولأبويه صحبة ولأخيه حبيب بن زيد الذي قطعه مسيلمة عضوا عضوا فقضى أن عبد الله هو الذي شارك وحشيا في قتل مسيلمة وهو راوي هذا الحديث وحديث صلاة الاستسقاء أيضا الآتي في بابه إن شاء الله تعالى وغيرهما من الأحاديث ووهم ابن عيينة فزعم أنه روى الأذان أيضا وهو عجيب فإن ذاك عبد بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد الأنصاري فكلاهما اتفقا في الاسم واسم الأب والقبيلة وافترقا في الجد والبطن من القبيلة فالأول مازني والثاني حارثي وكلاهما أنصاريان خزرجيان فيدخلان في نوع المتفق والمفترق وبين غلط ابن عيينة في ذلك البخاري في صحيحه في باب الاستسقاء كما ستعلمه هناك إن شاء الله تعالى وروى لعبد الله المذكور في الحديث ثمانية وأربعون حديثا اتفقا على ثمانية منها وأما عبد الله بن زيد صاحب الأذان فلم يشتهر له إلا حديث واحد وهو حديث الأذان حتى قال البخاري فيما نقله الترمذي عنه لا يعرف له غيره لكن له حديثان آخران وعبد الله راوي هذا الحديث قتل في ذي الحجة بالحرة عن سبعين سنة وكانت الحرة في آخر سنة ثلاث وستين وهو أحدي وقال ابن منده وأبو أحمد الحاكم وأبو عبد الله صاحب المستدرك أنه بدري وهو وهم وليس في الصحابة من اسمه عبد الله بن زيد بن عاصم سوى هذا وفيهم أربعة أخر اسم كل منهم عبد الله بن زيد منهم صاحب الأذان (بيان لطائف إسناده) منها أن فيه التحديث والعنعنة. ومنها ان رجاله كلهم من رجال الكتب الستة إلا علي بن المديني فإنه من رجال البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي فقط ومنها أنهم كلهم مدنيون خلا ابن المديني فإنه بصري وخلا سفيان فإنه مكي ومنها أن فيه رواية الصحابي عن الصحابي على قول من يعد عبادا صحابيا قوله وعن عباد معطوف على قوله عن سعيد بن المسيب لأن الزهري رحمه الله يروي عن سعيد وعباد كليهما وكلاهما يرويان عن عم عباد المذكور فقوله عن عمه يتعلق بهما فإن قلت وقع في رواية كريمة عن سعيد بن المسيب عن عباد بدون واو العطف قلت هو غلط قطعا لأن سعيدا لا رواية له عن عباد أصلا فتنبه لذلك.
(بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره) أخرجه البخاري أيضا في باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين القبل والدبر عن أبي الوليد عن سفيان به وأخرجه في البيوع عن أبي نعيم عن ابن عيينة عن الزهري به وأخرجه مسلم في الطهارة عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعمرو الناقد عن سفيان عن الزهري وأخرجه أبو داود فيه عن قتيبة ومحمد بن أحمد بن أبي خلف عن سفيان وأخرجه النسائي فيه أيضا عن قتيبة ومحمد بن منصور عن سفيان وأخرجه ابن ماجة فيه عن محمد بن الصباح عن سفيان.
(بيان اللغات) قوله شكى من شكوت فلانا أشكوه شكوا وشكاية وشكية وشكاة إذا أخبرت عنه بسوء فعله فهو مشكو وشكى والاسم الشكوى والياء في شكى منقلبة عن واو وأصله شكو بدليل يشكو والشكوى ويجوز أن تكون أصلية غير منقلبة في لغة من قال شكى يشكي قوله يخيل على صيغة المجهول أي يشبه ويخايل وفلان