بن عدي بن كعب القريشي العدوي. وقال ابن عبد البر: أبو بكر هذا ليس له اسم، أخرج له البخاري هذا الحديث خاصة مقرونا بسالم كما ترى، ومسلم غير مقرون، وكان من علماء قريش، روى عن سعيد بن زيد وأبي هريرة أيضا، وروى عنه الزهري وغيره. أخرجوا له خلا ابن ماجة. وقال ابن حبان: ثقة، وليس له حديث عند مسلم والترمذي أيضا سواه. السابع: عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما.
بيان لطائف إسناده: منها: أن فيه التحديث بصيغة الجمع وصيغة الإفراد والعنعنة. ومنها: أن فيه أربعة من التابعين، وهم: عبد الرحمن وابن شهاب وسالم وأبو بكر. ومنها: أن أبا بكر ليس له حديث عند البخاري غير هذا، ومع هذا روى له مقرونا بسالم.
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الصلاة عن عبد الله عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سالم، وعن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن سالم وأبي بكر بن أبي حثمة. وأخرجه مسلم في الفضائل عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي اليمان عن شعيب، وعن أبي رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر، قال: ورواه الليث عن عبد الرحمن بن خالد.
بيان الإعراب والمعاني: قوله: (حدثني الليث قال: حدثني عبد الرحمن) وفي رواية أبي ذر: (حدثني الليث حدثه عبد الرحمن) أي: أنه حدثه عبد الرحمن. قوله: (صلى لنا، عليه الصلاة والسلام) وفي رواية: (صلى بنا) ومعنى اللام: صلى إماما لنا وإلا فالصلاة لله لا لهم. قوله: (العشاء) أي: صلاة العشاء، وهي الصلاة التي وقتها بعد غروب الشفق، وهو بكسر العين وبالمد، والعشاء بالفتح وبالمد: الطعام. قوله: (في آخر حياته)، وجاء في رواية جابر أن ذلك كان قبل موته، صلى الله تعالى عليه وسلم، بشهر. قوله: (قام) جواب: لما. قوله: (أرأيتكم؟) بهمزة الاستفهام وفتح الراء وبالخطاب للجمع والكاف ضمير ثان ولا محل لها من الإعراب، والرؤية بمعنى الإبصار، و (ليلتكم) بالنصب مفعوله، وليست الرؤية ههنا بمعنى العلم لأنها إذا كانت بمعنى العلم تقتضي مفعولين، وليس ههنا إلا مفعول واحد وهو الليلة كما ذكرنا، و: كم، لا تصلح أن تكون مفعولا آخر حتى تكون بمعنى العلم لأنه حرف لا محل لها من الإعراب كما ذكرنا، ولو كان اسما لوجب أن يقال: أرأيتموكم لأن الخطاب لجماعة، فإذا كان لجماعة يجب أن يكون بالتاء والميم كما في علمتموكم، رعاية للمطابقة. فإن قلت: فهذا يلزمك أيضا في التاء، فإن التاء اسم فينبغي أن يكون: أرأيتموكم. قلت: لما كان الكاف والميم لمجرد الخطاب اختصرت عن التاء والميم بالتاء وحدها للعلم بأنه جمع، تقول: كم، والفرق بين حرف الخطاب واسم الخطاب أن الاسم يقع مسندا ومسندا إليه، والحرف علامة تستعمل مع استقلال الكلام واستغنائه عنها باعتبار المسند والمسند إليه، فوزانها وزان التنوين وياء النسبة، وأيضا اسم الخطاب يدل على عين ومعنى الخطاب، وحرفه لا يدل إلا على الثاني. وقال بعضهم: الرؤية بمعنى العلم أو البصر، والمعنى: أعلمتم، أو أبصرتم ليلتكم؟ قلت: قد بينا أنه لا يصح أن تكون من الرؤية بمعنى العلم، وهذا تصرف من لا يد له في العربية، ويقال: أرأيتكم كلمة تقولها العرب إذا أرادت الاستخبار، وهو بفتح التاء للمذكر والمؤنث والجمع والمفرد، تقول: أرأيتك، أرأيتك، وأرأيتكما وأرأيتكم. والمعنى: أخبر وأخبري وأخبراني وأخبروني، فإن أردت معنى الرؤية أنثت وجمعت. وقال بعضهم: الجواب محذوف تقديره: قالوا نعم، قال: فاضبطوه. قلت: كأن هذا القائل أخذ كلامه من الزركشي في حواشيه، فإنه قال: والجواب محذوف تقديره: أرأيتكم ليلتكم هذه احفظوها، أو احفظوا تاريخها، فإن بعد انقضاء مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، انتهى، وهذا ليس بشيء، لأن المعنى: أبصرتم ليلتكم هذه، ولا يحتاج فيه إلى جواب لأن هذا ليس باستفهام حقيقي. قوله: (فإن رأس) وفي رواية الأصيلي: (فإن على رأس مائة). فإن قلت: ما اسم إن؟ قلت: فيه ضمير الشأن. وقوله: (لا يبقى) خبرها. قوله: (منها) أي: من تلك الليلة، وقد استدل بعض اللغويين بقوله: منها، أن: من، تكون لابتداء الغاية في الزمان: كمنذ، وهو قول الكوفيين. وقال البصريون: لا تدخل: من إلا على المكان ومنذ، في الزمان نظيرة: من، في المكان، وتأولوا ما جاء بخلافه، واحتج من نصر قول الكوفيين بقوله تعالى: * (من أول يوم) * (التوبة: 108) وبقول عائشة رضي الله عنها: (ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل). وقول أنس، رضي الله عنه: (وما زلت أحب الدباء من يومئذ). وقول بعض الصحابة: (مطرنا من الجمعة إلى الجمعة). وأجاب أبو علي الفارسي عن قوله: * (من أول يوم) * (التوبة: 108) بأن