بيان رجاله: وهم خمسة: الأول: حرمي، اسم بلفظ النسبة، ابن حفص بن عمر، العتكي القسملي البصري، روى عنه البخاري، وانفرد به عن مسلم، وروى أبو داود والنسائي عن رجل عنه. مات سنة ثلاث، وقيل: ست وعشرين ومائتين. الثاني: أبو بشر عبد الواحد بن زياد، العبدي البصري، ويعرف: بالثقفي. قال يحيى وأبو حاتم وأبو زرعة: ثقة. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، مات سنة سبع وستين ومائة، روى له البخاري ومسلم، في طبقته عبد الواحد بن زيد البصري أيضا لكنه ضعيف، ولم يخرج عنه في الصحيحين شيء. الثالث: عمارة، بضم العين المهملة، ابن القعقاع بن شبرمة، ابن أخي عبد الله بن شبرمة الكوفي الضبي، روى عنه الثوري والأعمش وغيرهما، قال يحيى، ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، روى له الجماعة. الرابع: أبو زرعة، بضم الزاي، واختلف في اسمه وأشهرها: هرم، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: عمرو، وقيل: عبيد الله بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، سمع جده وأبا هريرة وغيرهما، قال يحيى: ثقة، روى له الجماعة. الخامس: أبو هريرة، رضي الله عنه.
بيان الأنساب: العتكي: بفتح العين المهملة والتاء المثناة من فوق، في الأزد: ينسب إلى العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وفي قضاعة: عتيك بطن. القسملي بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الميم، في الأزد: ينسب إلى قسملة، وهو: معاوية بن عمرو بن دوس، وقال ابن دريد: قسملي في الأزد وهم القسامل، سموا بذلك لجمالهم، وقال الشيخ قطب الدين: القسملي نسبة إلى القساملة، قبيلة من الأزد نزلت البصرة فنسبت المحلة إليهم أيضا، وهذا منسوب إلى القبيلة، وفي شرح النووي على قطعة من البخاري: أن القسملي، بكسر القاف والميم، وكأنه سبق قلم، والصواب فتحهما؛ والعبدي: نسبة إلى عبد القيس بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وفي قريش: عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وفي تميم: ينسب إلى عبد الله بن دارم. وفي قضاعة: إلى عبد الله بن الخيار وفي همدان إلى عبد الله بن عليان. والثقفي: نسبة إلى ثقيف، وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان. والضبي، بفتح الضاد المعجمة وتشديد الباء الموحدة: نسبة إلى ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر، وفي قريش: ضبة بن الحارث ابن فهر، وفي هذيل: ضبة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. والبجلي بفتح الباء الموحدة والجيم: نسبة إلى بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن مذحج.
بيان لطائف إسناده: منها وهو أعظمها: أنه خال عن العنعنة وليس فيه إلا التحديث والسماع. ومنها: أن رواته ما بين بصري وكوفي. ومنها: أن فيهم اسما على صورة النسبة، وربما يظنه من لا إلمام له بالحديث أنه نسبة.
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الجهاد عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه مسلم في الجهاد عن زهير عن جرير، وعن أبي بكر وأبي كريب عن ابن فضيل عن عمارة به. وفي لفظ مسلم: (يضمن الله)، وفي بعضها: (تكفل الله)، وفي رواية للبخاري: (توكل الله) وأخرجه النسائي أيضا نحو رواية البخاري: وفي أخرى له قال: (انتدب الله لمن يخرج في سبيله لا يخرجه إلا الإيمان بي والجهاد في سبيلي أنه ضامن حتى أدخله الجنة بأيهما كان: إما بقتل أو وفادة، أو أرده إلى مسكنه الذي يخرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة).
بيان اللغات: قوله: (انتدب الله) بكسر الهمزة وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوق والدال المهملة وفي آخره باء موحدة، من قولهم: ندبه لأمر فانتدب له، أي: دعاه له فأجاب، فكأن الله تعالى جعل جهاد العباد في سبيل الله سؤالا، ودعاء له إياه. وقال صاحب (المطالع) في فصل النون مع الدال قوله: (انتدب الله لمن جاهد في سبيله) أي: سارع بثوابه وحسن جزائه، وقيل: أجاب، وقيل: تكفل، وقال ابن بطال: أوجب وتفضل أي: حقق واحكم أي: ينجز ذلك لمن أخلص قلت: كأنه يريد ما وعده، بقوله تعالى: * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * (التوبة: 111) الآية، وذكره أيضا في (المطالع) في فصل الهمزة مع الدال من مادة أدب، فقال قوله: (ائتدب الله لمن خرج في سبيله). كذا للقابسي بهمزة، ومعناه: أجاب من دعاه، من المأدبة، يقال: أدب القوم يأدبهم ويأدبهم أدبا إذا دعاهم. وفي رواية أبي ذر: انتدب، بالنون، وأهمله الأصيلي ولم يقيده، ومعناه قريب من الأول، كأنه أجاب رغبته. يقال: