شرح مسلم - النووي - ج ٩ - الصفحة ٨٩
عن قواعد إبراهيم وفي الأخرى فإن قريشا اقتصرتها وفي الأخرى استقصروا من بنيان البيت وفي الأخرى قصروا في البناء وفي الأخرى قصرت بهم النفقة قال العلماء هذه الروايات كلها بمعنى واحد ومعنى استقصرت قصرت عن تمام بنائها واقتصرت على هذا لاقدر لقصور النفقة بهم عن تمامها وفي هذا الحديث دليل لقواعد من الأحكام منها إذا تعارضت المصالح أو تعارضت مصلحة ومفسدة وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بدئ بالأهم لان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن نقض الكعبة وردها إلى ما كانت عليه من قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم مصلحة ولكن تعارضه مفسدة أعظم منه وهي خوف فتنة بعض من أسلم قريبا وذلك لما كانوا يعتقدونه من فضل الكعبة فيرون تغييرها عظيما فتركها صلى الله عليه وسلم ومنها فكر ولي الأمر في مصالح رعيته واجتنابه ما يخاف منه تولد ضرر عليهم في دين أو دنيا الا الأمور الشرعية كأخذ الزكاة وإقامة الحدود ونحو ذلك ومنها تألف قلوب الرعية وحسن حياطتهم وأن لا ينفروا ولا يتعرض لما يخاف تنفيرهم بسببه ما لم يكن فيه ترك أمر شرعي كما سبق قال العلماء بنى البيت خمس مرات بنته الملائكة ثم إبراهيم صلى الله عليه وسلم ثم قريش في الجاهلية وحضر النبي صلى الله عليه وسلم هذا البناء وله خمس وثلاثون سنة وقيل خمس وعشرون وفيه سقط على الأرض حين وقع ازاره ثم بناه ابن الزبير ثم الحجاج بن يوسف واستمر إلى الآن على بناء الحجاج وقيل بنى مرتين آخريين أو ثلاثا وقد أوضحته في كتاب ايضاح المناسك الكبير قال العلماء ولا يغير عن هذا البناء وقد ذكروا أن هارون الرشيد سأل مالك ابن أنس عن هدمها وردها إلى بناء ابن الزبير للأحاديث المذكورة في الباب فقال مالك ناشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تجعل هذا البيت لعبة للملوك لا يشاء أحد الا نقضه وبناه فتذهب هيبته من صدور الناس وبالله التوفيق قوله صلى الله عليه وسلم (ولجعلت لها خلفا) هو بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللام وبالفاء هذا هو الصحيح المشهور والمراد به باب من خلفها وقد جاء مفسرا في الرواية الأخرى ولجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا وفي صحيح البخاري قال هشام خلفا يعني بابا وفي الرواية الأخرى لمسلم بابين أحدهما يدخل منه والآخر يخرج منه وفي رواية البخاري ولجعلت له خلفين قال القاضي وقد ذكر الحربي هذا الحديث هكذا وضبطه خلفين بكسر الخاء وقال الخالفة عمود في مؤخر البيت وقال الهروي خلفين بفتح
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فضل العمرة في رمضان 2
2 استحباب دخول مكة من الثنية العليا 3
3 استحباب المبيت بذي طوى عند إرادة دخول مكة 5
4 استحباب الرمل في الطواف والعمرة 6
5 استحباب استلام الركنين اليمانيين 13
6 استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف 16
7 جواز الطواف على بعير وغيره واستلام الحجر بمحجن ونحو 18
8 بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج الا به 20
9 بيان أن السعي لا يكرر 24
10 استحباب إدامة الحاج التلبية 25
11 التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات في يوم عرفة 29
12 الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة 30
13 استحباب زيادة التغليس بصلاة الصبح يوم النحر 36
14 استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة 38
15 رمي جمرة العقبة من بطن الوادي 42
16 استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا 44
17 استحباب كون حصى الجمار بقدر حصى الخذف 47
18 بيان وقت استحباب الرمي 47
19 بيان أن حصى الجمار سبع 48
20 تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير 49
21 بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يلحق 52
22 جواز تقديم الذبح على الرمي والحلق على الذبح الخ 54
23 استحباب طواف الإفاضة يوم النحر 58
24 استحباب نزول المحصب يوم النفر 59
25 وجوب المبيت بمنى ليالي أيام التشريق 62
26 فضل القيام بالسقاية والثناء على أهلها 64
27 الصدقة بلحوم الهدايا وجلودها وجلالها 64
28 جواز الاشتراك في الهدي وإجزاء البدنة والبقرة كل واحدة منها عن سبعة 66
29 استحباب نحر الإبل قياما معقولة 69
30 استحباب بعث الهدي إلى الحرم لمن لا يريد الذهاب بنفسه 70
31 جواز ركوب البدنة المهداة لمن احتاج إليها 73
32 ما يفعل بالهدي إذا عطب بالطريق 75
33 وجوب طواف الوداع وسقوطه عن الحائض 78
34 استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره 82
35 باب نقض الكعبة وبنائها 88
36 الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو للموت 97
37 صحة حج الصبي وأجر من حج به 99
38 فرض الحج مرة في العمر 100
39 سفر المرأة مع محرم إلى حج و غيره 102
40 استحباب الذكر إذا ركب دابته متوجها لسفر حج أو غيره 110
41 ما يقال إذا رجع من سفر الحج وغيره 112
42 استحباب النزول بطحاء ذي الحليفة والصلاة بها 114
43 لا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان 115
44 فضل يوم عرفة 117
45 فضل الحج والعمرة 117
46 نزول الحاج بمكة وتوريث دورها 120
47 جواز الإقامة بمكة للمهاجر منها بعد فراغ الحج والعمرة ثلاثة أيام بلا زيادة 121
48 تحريم مكة وتحريم صيدها وخلاها وشجرها ولقطتها الا لمنشد على الدوام 123
49 النهي عن حمل السلاح بمكة من غير حاجة 130
50 جواز دخول مكة بغير احرام 131
51 فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة 134
52 الترغيب في سكنى المدينة وفضل الصبر على لأوائها وشدتها 151
53 صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها 153
54 المدينة تنفى خبثها و تسمى طابة وطيبة 153
55 تحريم إرادة أهل المدينة بسوء وان من أرادهم به أذابه الله 156
56 ترغيب الناس في سكنى المدينة عند فتح الأمصار 158
57 اخباره صلى الله عليه وسلم بترك الناس المدينة على خير ما كانت 159
58 فضل ما بين قبره صلى الله عليه وسلم ومنبره 161
59 فضل أحد 162
60 فضل الصلاة بمسجد مكة والمدينة 163
61 فضل المساجد الثلاثة 167
62 بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة 169
63 فضل مسجد قباء وفضل الصلاة فيه وزيارته 169
64 كتاب النكاح 171
65 استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم 172
66 نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ ثم أبيح ثم نسخ واستقر تحريمه إلى يوم القيامة 179
67 تحريم الخطبة على خطبة أخيه حتى يأذن أو يترك 197
68 تحريم نكاح الشغار وبطلانه 200
69 استئذان التثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت 202
70 استحباب التزوج والتزويج في شوال 209
71 ندب من أراد نكاح امرأة إلى أن ينظر إلى وجهها وكفيها قبل خطبتها 210
72 أقل الصداق 211
73 زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب واثبات وليمة العرس 227