قوة يجعلها الله تعالى في خلقه ولا يشترط فيها اتصال الأشعة ولا مقابلة المرئى ولا غير ذلك لكن جرت العادة في رؤية بعضنا بوجود ذلك على جهة الاتفاق لا على سبيل الاشتراط وقد قرر أئمتنا المتكلمون ذلك بدلائله الجلية ولا يلزم من رؤية الله تعالى اثبات جهة تعالى عن ذلك بل براه المؤمنون لا في جهة كما يعلمونه لا في جهة والله أعلم قوله في الاسناد (الجهضمي وأبو غسان المسمعي) أما الجهضمي فبفتح الجيم والضاد المعجمة واسكان الهاء بينهما وقد تقدم بيانه في أول شرح المقدمة وكذلك تقدم بيان أبى غسان وانه يجوز صرفه وترك صرفه وأن اسمه مالك بن عبد الواحد وأن المسمعي بكسر الميم الأولى وفتح الثانية منسوب إلى مسمع ابن ربيعة جد القبيلة وهذا كله وإن كان ظاهرا وقد تقدم الا أنى أعيده لطول العهد بموضعه والله أعلم قوله (عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس) هو أبو بكر بن أبي موسى الأشعري واسم أبى بكر عمرو وقيل عامر قوله صلى الله عليه وسلم (وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم الا رداء الكبر في جنة عدن) قال العلماء كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب العرب بما يفهمونه ويقرب الكلام إلى أفهامهم ويستعمل الاستعارة وغيرها من أنواع المجاز ليقرب متناولها فعبر صلى الله عليه وسلم عن زوال المانع ورفعه عن الابصار بإزالة الرداء قوله صلى الله عليه وسلم (في جنة عدن) أي الناظرون في جنة عدن فهي ظرف للناظر قوله (حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة حدثني عبد الرحمن ابن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن
(١٦)