قال: وفينا أنزلت أيضا: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). قال قلت:
يا نبي الله، إن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك. فقلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر. قال: فما أنعم الله على نعمة بعد الاسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدقته أنا وصاحباي ولا نكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا، وإني لأرجو أن لا يكون الله أبلى أحدا في الصدق مثل الذي أبلاني ما تعمدت لكذبة بعد، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي ".
وقد روى عن الزهري هذا الحديث بخلاف هذا الاسناد، فقد قيل عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن كعب، وقد قيل غير هذا. وروى يونس بن يزيد هذا الحديث عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مالك أن أباه حدثه عن كعب بن مالك.
5101 حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت حدثه قال: " بعث إلى أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال: إن عمر قد أتاني فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن يوم اليمامة، وإني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.