سنن الترمذي - الترمذي - ج ٤ - الصفحة ٢٠
على رسولي؟ قال بلى يا رب. قال فماذا عملت فيما علمت؟ قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له كذبت، وتقول الملائكة كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال فلان قارئ، فقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحيم وأتصدق، فيقول الله له كذبت. وتقول الملائكة له كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له: فيماذا قتلت؟ فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله له كذبت، وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جرئ. فقد قيل ذلك.
ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة:
أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ". قال الوليد أبو عثمان المدائني، فأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا. قال أبو عثمان: وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية، قال فدخل عليه رجل، فأخبره بهذا عن أبي هريرة، فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس، ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك. وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال: صدق الله ورسوله:
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست