فإنه لم يكن نبي الا قد حذر أمته وسأحذركموه تحذيرا لم يحذره نبي أمته انه أعور والله عز وجل ليس باعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فاما فتنة القبر فبي تفتنون وعنى تسألون فإذا كان الرجل الصالح اجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فيم كنت فيقول في الاسلام فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند الله عز وجل فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله عز وجل ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء اجلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فيم كنت فيقول لا أدرى فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فتفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له انظر إلى ما صرف الله عز وجل عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا يقال له هذا مقعدك منه كنت على الشك وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب قال محمد بن عمر فحدثني سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب واخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح له فيقال من هذا فيقال فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري ويقال بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى انتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل فإذا كان الرجل السوء قالوا أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث أخرجي منه ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لا يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له ويرد مثل ما في حديث عائشة سواء حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد قال أنا هشام عن محمد قال حدثتني دقرة أم عبد الرحمن بن أذينة قالت كنا نطوف بالبيت مع أم المؤمنين فرأت على امرأة بردا فيه تصليب فقالت أم المؤمنين اطرحيه اطرحيه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى نحو هذا قضبه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد قال أنا يحيى عن عبد الرحمن بن القاسم عن محمد بن جعفر بن الزبير انه سمع عباد بن عبد الله بن الزبير يحدث انه سمع عائشة تحدث ان رجلا أبى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد احترق فسأله ما شأنه فقال أصاب أهله في رمضان فاتاه مكتل يدعى العرق فيه تمر فقال أين المحترق فقام الرجل فقال تصدق بهذا حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد قال أنا يحيى قال سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث ان
(١٤٠)