المعروف كون الأشعث صحابيا بل قيل: إنه متفق عليه، ولذا زادوا قولهم: " وإن تخللت - إلى آخره - ".
ونبهوا بقولهم: على الأظهر إلى رد ما سمعت من الأقوال، وربما زاد بعضهم بعد قوله " لقي النبي صلى الله عليه وآله " قوله " بعد بعثته " احترازا به عمن لقيه مؤمنا بأنه سيبعث ولم يدرك بعثته فإنه ليس صحابيا كما يكشف عن ذلك عدهم من الصحابة ولده صلى الله عليه وآله إبراهيم دون من مات قبل البعثة كالقاسم. لكنه ينتقض بزيد بن عمرو بن نفيل حيث عده ابن مندة في الصحابة مع أنه لم يلقه صلى الله عليه وآله بعد البعثة بل قبلها، وعدم عد القاسم من الصحابة لعله لاعتبار التميز في الرائي وعدم كون القاسم كذلك، فتأمل.
وأما التابعي: فهو من لقي الصحابي مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وآله ومات على الإيمان وإن تخللت ردته بين كونه مؤمنا وبين موته مسلما، واشترط بعضهم فيه طول الملازمة، وآخر صحة السماع وثالث التميز والأول أظهر.
والتابعيون أيضا كثيرون، وقد عد قوم منهم طبقة لم يلقوا الصحابة فهم تابعوا التابعين. وعد جمع في التابعين جماعة هم من الصحابة.
وأول التابعين موتا أبو زيد معمر بن زيد قتل بخراسان، وقيل: بآذربيجان، سنة ثلاثين، وآخرهم موتا خلف بن خليفة سنة ثمانين ومائة.
وأما المخضرمون: وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يلقوا النبي صلى الله عليه وآله ولم يدركوا صحبته سواء أسلموا في زمن النبي صلى الله عليه وآله كالنجاشي، أم لا كغيره، واحدهم مخضرم - بفتح الراء - من قولهم: لحم مخضرم لا يدرى من ذكر هو أو أنثى، كما في المحكم والصحاح، وطعام مخضرم ليس بحلو ولامر كما حكاه ابن الأعرابي. وقيل: من الخضرمة بمعنى القطع من خضرموا آذان الإبل:
قطعوها، لأنه اقتطع عن الصحابة وإن عاصر لعدم الرؤية. أو من قولهم: رجل مخضرم:
ناقص الحسب، وقيل: ليس بكريم النسب، وقيل: دعي، وقيل: لا يعرف أبواه، وقيل، ولدته السراري لكونه ناقص الرتبة عن الصحابة لعدم الرؤية مع إمكانه وسواء أدرك في الجاهلية نصف عمره أم لا، إلى غير ذلك من الاحتمالات في وجه المناسبة.