دراسات في علم الدراية - علي أكبر غفاري - الصفحة ٢٠٠
الفصل الثامن:
في أسماء الرجال وطبقاتهم وما يتصل به وهو فن مهم يعرف به المرسل والمتصل ومزايا الإسناد، ويحصل به معرفة الصحابة والتابعين وتابعي التابعين إلى الآخر.
فهنا مطالب:
الأول: أنه وقع الخلاف في حد الصحابي والتابعي والمخضرمي.
أما الصحابي: ففي حده أقوال:
أحدها: ما عن أصحاب الأصول من أنه من طالت مجالسته مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريق التتبع له، والأخذ عنه بخلاف من وفد إليه وانصرف بلا مصاحبة ولا متابعة، قالوا: وذلك معنى الصحابي لغة. ورد بإجماع أهل اللغة على أنه مشتق من الصحبة لا من قدر منها مخصوص، وذلك يطلق على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا، يقال: صحبت فلانا حولا أو شهرا، أو يوما أو ساعة.
ثانيها: ما عن سعيد بن المسيب من أنه كان لا يعد صحابيا إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة أو سنتين وغزى معه غزوة أو غزوتين، وعلل بأن لصحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرفا عظيما فلا تنال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من سقر والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف بها المزاج.
والجواب أولا بالنقض بأن مقتضاه أن لا يعد جرير بن عبد الله البجلي و وائل بن حجر صحابيا، ولا خلاف في كونهما من الصحابة، وثانيا بالحل بأن ما ذكره اعتبار صرف لا يساعده اللغة ولا دليل عليه من عقل ولا نقل ثالثها: أنه من طالت صحبته وروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم، حكي اختياره عن الجاحظ.
رابعها: أنه من رآه صلى الله عليه وآله بالغا، حكاه الواقدي، ورمي بالشذوذ.
خامسها: أنه من أدرك زمنه صلى الله عليه وآله وسلم وهو مسلم وإن لم يره.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»