التوثيق، وفيه نظر ظاهر " ووجه النظر أنا نرى بالوجدان في صاحب جمع من المعصومين عليهم السلام من لا يوثق به، غايته أنا نستفيد المدح من ظهور كون إظهارهم لذلك في ترجمة راو لاظهار كونه ممن يعتنى به ويعتد بشأنه.
ومن هنا يظهر الحال في قولهم مولى الإمام الفلاني (ع) وقد روي في ترجمة معتب مسندا عن الصادق عليه السلام أنه قال: " هم (يعني مواليه) عشرة فخيرهم و أفضلهم معتب. وفيهم خائن فاحذروه " وفيه دلالة على ذم بعض مواليه.
تذنيب: قد جعل محدثوا العامة للتعديل مراتب وجعلوا المرتبة الأولى التي هي أعلى المراتب قولهم: أوثق الناس أو أثبت الناس أو أعدل الناس أو أحفظ الناس أو أضبط الناس. ودونها المرتبة الثانية: وهي قولهم ثقة أو متقن أو حجة أو عدل أو حافظ أو ضابط مع التكرير بأن يقال: ثقة ثقة. ودونها المرتبة الثالثة:
وهي الألفاظ المذكورة من غير تكرير. ودونها المرتبة الرابعة،: وهي صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به أو مأمون أو خيار أوليس به بأس. ودونها المرتبة الخامسة: وهي قولهم يكتب حديثه وينظر فيه، ودونها المرتبة السادسة: وهي قولهم صالح الحديث.
وهذا الذي نقلناه لب مقالهم، والا فلهم في ذلك خلاف وأقوال. طوينا شرحها لعدم الفائدة فيها وابتنائها على الخرافات.
المقام الثاني: في سائر أسباب المدح وأماراته غير ما ذكر، وقد تصدى لبيانها المولى الوحيد - رحمه الله - في التعليقة. منها: كونه وكيلا لأحد الأئمة عليهم السلام. فإنه من أقوى أمارات المدح بل الوثاقة والعدالة، لأن من الممتنع عادة جعلهم عليهم السلام غير العدل وكيلا على الزكوات ونحوها من حقوق الله مطلقا، وقد صرح المولى الوحيد في ترجمة إبراهيم بن سلام نقلا عن الشيخ البهائي - قدس سره - بأن قولهم وكيل من دون إضافته إلى أحد الأئمة عليهم السلام أيضا يفيد ذلك، لأن من الاصطلاح المقرر بين علماء الرجال من أصحابنا أنهم إذا قالوا: " فلان وكيل " يريدون أنه وكيل أحدهم عليهم السلام فلا يحتمل كونه وكيلا بني أمية، قال: " وهذا مما لا يرتاب فيه من مارس كلامهم وعرف لسانهم، نعم من غيروه عن الوكالة وهم معروفون لا يعتمد عليهم.