على العادل.
ومنها قولهم: " قريب الأمر ".
وقد اتفق هذا الوصف للربيع بن سليمان، ومصبح بن هلقام، وهيثم بن أبي مسروق النهدي. وقد صرح في البداية بإفادته المدح الملحق لحديث المتصف به بالحسن، إن أحرز كونه إماميا، وبالقوي إن لم يحرز، وبعدم إفادته العدالة، قال في وجه عدم دلالته على الوثاقة ما لفظه: " وأما قريب الأمر، فليس بواصل إلى حد المطلوب وإلا لما كان قريبا منه، بل ربما كان قريبا إلى المذهب من غير دخول فيه رأسا - انتهى ". وأنت خبير بأن ما ذكره يناسب قول قريب من الأمر وقريب إلى الأمر دون قريب الأمر بالإضافة، وأما بالإضافة، ما هو المبحوث عنه، فهو إن لم يدل على الذم، فلا دلالة فيه على المدح بوجه لأن المراد به قريب الأمر بالحديث، كما يشهد بذلك أنهم أطلقوا قريب الأمر في مصبح به هلقام، إلا أنهم قيدوه بقولهم بالحديث في الربيع. وقرب الأمر بالحديث لا يخلو من ذم، لأن من كان قريب عهد به لا يكون ماهرا فيه. فيكثر اشتباهه كما لا يخفى على المتدبر. وإنما أدرجنا هذه العبارة في عبائر المدح تبعا للبداية، فتأمل، كي يظهر لك استعمالهم قريب الأمر بالإضافة في المعنى الذي ذكره هو - رحمه الله - في ترجمة علي بن الحسن بن فضال وغيره، ففي ترجمته من الفهرست: " أن غير معاند قريب الأمر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثني عشر - انتهى ".
ومنها قولهم: " معتمد الكتاب ".
فإنه يدل على المدح المعتد به، بل ربما جعل في مقام التوثيق وهو كما ترى، فإن الاعتماد على كتابه أعم من عدالته في نفسه.
ومنها قولهم: " كبير المنزلة ".
أي عالي الرتبة، وهو من ألفاظ المدح الأعم من العدالة، وفي الحديث:
" اعرفوا منازل الرجال على قدر روايتهم عنا " أي منازلهم ومراتبهم في الفضيلة والتفضيل.
ومنها قولهم: " صاحب الإمام الفلاني عليه السلام.
فإن فيه دلالة على المدح، بل في التعليقة: " أنه ربما زعم بعضهم أنه يزيد على