دراسات في الحديث والمحدثين - هاشم معروف الحسني - الصفحة ٢٩٦
عز وجل، المتعقب عليه في شئ من احكامه كالمتعقب على الله ورسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله كان أمير المؤمنين باب الله الذي لا يؤتى الا منه، وسبيله الذي من سلك غيره هلك، وأضاف إلى ذلك. انه كان يقول: انا قسيم الله بين الجنة والنار، وانا الفاروق الأكبر، وانا صاحب العصا والميسم (1) ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد (ص) إلى غير ذلك من الصفات التي اشتملت عليها هذه الرواية ومع أنه يمكن تفسيرها تفسيرا مقبولا يتفق مع مقام علي (ع) ومكانته، وينسجم مع بعض الروايات الصحيحة التي جعلته فوق مستوى الناس أجمعين ما عدا النبيين والمرسلين، مع ذلك فالرواة لها، من المتهمين بالانحراف عن مخطط التشيع الصحيح.
فأحمد بن مهران الراوي الأول لها، قد وصفه العلامة الحلي في خلاصته بالضعف، واكد ذلك غيره من المؤلفين في أحوال الرواة.
ومحمد بن علي الراوي الثاني لها، فسواء كان ابن إبراهيم أبا جعفر القرشي، أو كان ابن إبراهيم الهمداني، أو ابن بلال أبا طاهر، أو

(1) المتعقب هو المتعرض عليه أو المتردد في شئ منها، لأنه لا يحكم الا بحكم الله ورسوله، فمن رد حكمه فقد رفض حكم الله، ومن طعن عليه فقد طمن على رسوله: وهو باب الله من حيث إنه الدليل والمرشد إلى الله سبحانه، وقد جعله ا - لله قسيما بين الجنة والنار بمعنى ان حبه ومتابعته في أقواله وأفعاله يوجب لاتباعه ومحبيه الجنة والذي لا يتابعه ولا يتولاه وينتقصه خارج عن حدود ما أمر الله، ومن كان كذلك كان مصيره إلى النار، وقد قال له الرسول:
يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق، فكونه القسيم للجنة والنار من حيث إن أهل الجنة يعرفون بحبهم له، وأهل النار يعرفون ببغضهم له، والعصا التي وردت في الرواية كناية عن قوته وصلابته في الحق، والميسم، هو حبه وبغضه اللذان يعرف بهما أهل الجنة من أهل النار فعلامة أهل الجنة حبه، وعلامة أهل النار بغضه.
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري 5
2 مقدمة 7
3 الفصل الأول: لمحات عن الكتابة والحديث ومراحل تدوينه 13
4 الفصل الثاني: في أصناف الحديث 31
5 التواتر عند محدثي السنة 38
6 أخبار الآحاد وأصنافها 40
7 الحديث وأصنافه عند السنة 49
8 الحسن 51
9 الضعيف 52
10 العدالة 58
11 الفصل الثالث: في الصحابة 65
12 عدالة الصحابة 71
13 الفصل الرابع: البخاري وصحيحه بنظر المحدثين 109
14 الصحيح بنظر العلماء والمحدثين 116
15 الكليني 125
16 الكافي بنظر الشيعة 130
17 الكليني يختمر السند أحيانا 140
18 الكليني يروي عن الإماميين وغيرهم 143
19 موقف السنة من مرويات المخالفين لهم 145
20 الفصل الخامس: من رجال البخاري 161
21 من رجال الكافي 192
22 الواجب في صحيح البخاري 202
23 الواجب في الكافي 209
24 البداء في الكافي 220
25 البداء في صحيح البخاري 225
26 القدر في صحيح البخاري والكافي 227
27 من كتاب العلم في صحيح البخاري 233
28 من كتاب العلم في الكافي 238
29 من كتاب الإيمان في صحيح البخاري 245
30 الدجال 283
31 من الكافي 285
32 الإيمان والإسلام في الكافي 318
33 التقية في الكافي 326
34 من هنا وهناك 340
35 من مرويات الكافي حول القرآن 345