مختلف الأقطار إلى أن جاء صد الأيوبيين الذي استهدف الشيعة وآثارهم وأكثر من اي شئ آخر ذلك العهد الذي مثل فيه صلاح الدين وأبناؤه الجريمة بأقبح صورها وأشكالها إلى غير ذلك من دور الكتاب التي كانت أكثر محتوياتها من كتب الشيعة وآثارهم.
ومهما كان الحال فلم يطرأ على التدوين تطور قبل نهاية القرن الثاني، وبنهايته شرع فريق من العلماء بتطويره فأفردوا أحاديث الرسول عن آراء الصحابة وأقضيتهم، ووزعوا الأحاديث على أبواب الفقه وفصوله حسب المناسبات ومضى العلماء على ذلك، فألف أحمد بن حنبل جامعه، وإسحاق بن راهويه وغيرهما عشرات الكتب وظلت حركة التدوين تتسع إلى أن دخلت طورا جديدا، هو طور الاختيار والتنقيح، وكان أول من اتجه إلى هذه الناحية من السنة محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله.
قال الحافظ بن حجر في مقدمة فتح الباري على صحيح البخاري، ولما رأى البخاري هذه التصانيف ورواها وانتشق رياها واستجلى محياها وجدها بحسب الوضع جامعة بين ما يدخل تحت الصحيح وغيره والكثير منها يشمله التضعيف، حرك همته لجمع الحديث الصحيح، فألف كتابه المعروف بصحيح البخاري، كما الف كل من مسلم، وأبو داود سليمان ابن الأشعث السجستاني، والترمذي والنسائي، وابن ماجة، ومحمد بن يزيد كتبهم الستة المعروفة بين اعلام السنة بالصحاح خلال القرنين الثالث وأوائل القرن الرابع، وكان لمحمد بن إسماعيل البخاري الفضل الأكبر في هذا الاتجاه من التأليف، لأنه أول من حرك همته لتحري الأحاديث الصحيحة ودونها في صحيحه سنة 250 تقريبا، واخرهم النسائي احمد ابن شعيب المتوفى سنة 303 شهيدا في مكة كما قي رواية الذهبي وغيره.
وجاء في سبب وفاته. انه خرج من مصر وافدا على دمشق فاجتمع