المعجم الموضوعي لنهج البلاغة - أويس كريم محمد - الصفحة ٤٤٢
من المعروف، ولا أعرف من المنكر فقد نبذ الكتاب حملته، وتناساه حفظته: فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو، فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم لأن الضلالة لا توافق الهدى، وإن اجتمعا، فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا على الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه، ولا يعرفون إلا خطه وزبره (خ 147).
يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلا رسمه، ومن الاسلام إلا اسمه، ومساجدهم يومئذ عامرة من البناء، خراب من الهدى، سكانها وعمارها شر أهل الأرض، منهم تخرج الفتنة، وإليهم تأوي الخطيئة، يردون من شذ عنها فيها، ويسوقون من تأخر عنها إليها (ح 114).
والله لا يزالون حتى لا يدعوا لله محرما إلا استحلوه، ولا عقدا إلا حلوه... وحتى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكي لدينه، وباك يبكي لدنياه (ك 98).
تغيض فيها الحكمة، وتنطق فيها الظلمة... وتثلم منار الدين، وتنقض عقد اليقين... ويفارق عليها الاسلام (خ 151).
(589) 3 - فساد العلاقات الاجتماعية والانسانية:
فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه، وركب الجهل مراكبه... وتواخى الناس على الفجور، وتهاجروا على الدين، وتحابوا على الكذب، وتباغضوا على الصدق، فإذا كان ذلك كان الولد غيظا، والمطر قيظا، وتفيض اللئام فيضا، وتغيض الكرام غيضا، وكان أهل ذلك الزمان ذئابا، وسلاطينه سباعا، وأوساطه أكالا، وفقراؤه أمواتا، وغار الصدق، وفاض الكذب، واستعملت المودة باللسان، وتشاجر الناس بالقلوب، وصار الفسوق نسبا، والعفاف عجبا (خ 108).
يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل، ولا يظرف فيه إلا الفاجر، ولا يضعف فيه إلا المنصف، يعدون الصدقة فيه غرما، وصلة الرحم منا، والعبادة استطالة على الناس فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء، وإمارة الصبيان، وتدبير
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 447 448 ... » »»