(إلى معاوية): ثم ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان، فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه، فأينا كان أعدى له، وأهدى إلى مقاتله أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفه، أم من استنصره فتراخى عنه، وبث المنون إليه، حتى أتى قدره عليه، كلا والله ل «قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا» (ر 28).
(إلى معاوية): فسبحان الله ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة، والحيرة المتبعة مع تضييع الحقائق واطراح الوثائق، التي هي لله طلبة وعلى عباده حجة، فأما إكثارك الحجاج على عثمان وقتلته، فإنك إنما نصرت عثمان حيث كان النصر لك، وخذلته حيث كان النصر له، والسلام (ر 37).
وزعمت أنك جئت ثائرا بدم عثمان، ولقد علمت حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك إن كنت طالبا (ر 10).
(541) ج في أنه لم يكن لعثمان مناص من القتل، وهو الذي جر لنفسه القتل بسبب تصرفاته:
أما بعد، فإني أخبركم عن أمر عثمان حتى يكون سمعه كعيانه: إن الناس طعنوا عليه، فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه وأقل عتابه، وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف، وأرفق حدائهما العنيف، وكان من عائشة فيه فلتة غضب، فأتيح له قوم فقتلوه (ر 1).
إنه قد كان على الأمة وال أحدث أحداثا، وأوجد الناس مقالا، فقالوا، ثم نقموا فغيروا (ك 43).
إلى أن انتكث عليه فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته (خ 3).
(542) د لم يقتص الأمام من قتلة عثمان، ولم يشجع أو يساعد أحدا على الاقتصاص منهم لحساسية الظروف آنذاك، والنتائج الوخيمة التي يسببها مثل هذا العمل:
(بعد ما بويع بالخلافة، وقد قال له قوم من الصحابة: لو عاقبت قوما ممن أجلب على