(318) في أن الشهداء درجات عند الله تعالى، وليسوا في درجة واحدة:
أن قوما استشهدوا في سبيل الله من المهاجرين والأنصار ولكل فضل، حتى إذا استشهد شهيدنا قيل: سيد الشهداء، وخصه رسول الله - صلى الله عليه وآله - بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه (ر 28).
(319) في أن الشهادة أقوى سلاح للانتصار على الأعداء، ومن لم يحفظ الموت وهبت له الحياة:
فالنجاة للمقتحم، والهلكة للمتلوم (ك 123).
فالموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين (خ 51).
ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا، يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما، أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه، ومتبوئا أوطانه (ك 56).
فاتقوا الله عباد الله، وفروا إلى الله من الله، وامضوا في الذي نهجه لكم، وقوموا بما عصبه بكم، فعلي ضامن لفلجكم آجلا، إن لم تمنحوه عاجلا (خ 24).
بقية السيف أبقى عددا، وأكثر ولدا (ح 84).
(320) في الذين يحظون بمنزلة الشهداء عند الله تعالى، ولو لم يقتلوا في سبيله:
الزموا الأرض، واصبروا على البلاء، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم، ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم، فإنه من مات منكم على فراشه، وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته، مات شهيدا، ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه، فإن لكل شيء مدة وأجلا (خ 190).
ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجرا ممن قدر فعف، لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة (ح 474).