(255) الزاهدون والمزيفون:
والناس على أربعة أصناف... ومنهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه، وانقطاع سببه، فقصرته الحال على حاله، فتحلى باسم القناعة، وتزين بلباس أهل الزهادة، وليس من ذلك في مراح ومغدى (خ 32).
لا تكن ممن... يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين (ح 150).
ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة، ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا، قد طامن من شخصه، وقارب من خطوه، وشمر من ثوبه، وزخرف من نفسه للأمانة، واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية (خ 32).
(256) أفضل أنواع الزهد:
أفضل الزهد إخفاء الزهد (ح 28).
(257) كيف يكون الإنسان المؤمن زاهدا الزهادة: قصر الأمل، والشكر عند النعم، والورع عند المحارم (خ 79).
(258) 1 - قصر الأمل:
أيها الناس، إن أخوف ما أخاف عليكم اثنان: اتباع الهوى، وطول الأمل... وأما طول الأمل فينسي الآخرة (ك 42).
فأزمعوا عباد الله الرحيل عن هذه الدار المقدور على أهلها الزوال، ولا يغلبنكم فيها الأمل، ولا يطولن عليكم فيها الأمد (خ 52).
فلا يغرنكم ما أصبح فيه أهل الغرور، فإنما هو ظل ممدود إلى أجل معدود (خ 64).
أيها الناس، انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها، الصادفين عنها، فإنها والله عما قليل تزيل الثاوي الساكن، وتفجع المترف الآمن... رحم الله امرأ تفكر فأعتبر، واعتبر فأبصر، فكأن ما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن، وكأن ما هو كائن من الآخرة عما قليل لم يزل، وكل معدود منقض، وكل متوقع آت، وكل آت قريب دان (خ 103).