فتصام عنه، من كبير كان يعظمه، أو صغير كان يرحمه، وإن للموت لغمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة، أو تعتدل على عقول أهل الدنيا (ك 221).
(140) كيف يعامل الناس من يموت منهم:
وخرجت الروح من جسده، فصار جيفة بين أهله، قد أوحشوا من جانبه، وتباعدوا من قربه، لا يسعد باكيا، ولا يجيب داعيا، ثم حملوه إلى مخط في الأرض، فأسلموه فيه إلى عمله، وانقطعوا عن زورته (خ 109).
بين أخ شقيق، ووالد شفيق، وداعية بالويل جزعا، ولا دمة للصدر قلقا، والمرء في سكرة ملهثة، وغمرة كارثة، وأنة موجعة، وجذبة مكربة، وسوقة متعبة، ثم أدرج في أكفانه مبلسا، وجذب منقادا سلسا، ثم ألقي على الأعواد رجيع وصب، ونضو سقم، تحمله حفدة الولدان، وحشدة الأخوان، إلى دار غربته، ومنقطع زورته، ومفرد وحشته (خ 83).
وصارت أموالهم للوارثين، وأزواجهم لقوم آخرين (خ 132).
وبعث وراثكم، يقتسمون تراثكم، بين حميم خاص لم ينفع، وقريب محزون لم يمنع، وآخر شامت لم يجزع (ر 45).
(141) وصف القبر، ووحشته، وساعة دخوله:
«فأنى تؤفكون» أم أين تصرفون، أم بما ذا تغترون وإنما حظ أحدكم من الأرض، ذات الطول والعرض، قيد قده، متعفرا على خده (خ 83).
واتعظوا فيها (الدنيا) بالذين قالوا:
«من أشد منا قوة» حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا، وأنزلوا الأجداث فلا يدعون ضيفانا، وجعل لهم من الصفيح أجنان، ومن التراب أكفان، ومن الرفات جيران ... استبدلوا بظهر الأرض بطنا، وبالسعة ضيقا، وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة، فجاؤوها كما فارقوها، حفاة عراة (خ 111).
والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها، وأوسعت يدا حافرها، لأضغطها الحجر والمدر، وسد فرجها التراب